قال السيد الظاهر، القيادى السلفى الجهادى، إن سكوتهم على الرئيس محمد مرسى، وحكومته، فى ظل عدم تطبيقها شرع الله، لا يعنى دعم النظام، لافتاً إلى أن ما تشهده البلاد حالياً من أحداث وتظاهرات، هو تنفيذ لأجندات خاصة، مموّلة من جهات لا تريد الاستقرار لمصر. وأضاف «الظاهر»، فى حواره مع «الوطن» إن «السلفية الجهادية» لا تقر الديمقراطية، وأن قرارات «مرسى» تتسم بالتخبُّط، وعلى الرغم من ذلك يجب منحه فرصة فى ظل الألغام التى فى طريقه، مشيراً إلى أن الخطأ الذى وقعت فيه الثورة، هو عدم إنشاء محكمة ثورة تحاكم جميع رؤوس الفساد كما حدث فى رومانيا، وإلى نص الحوار: ■ بداية، ما رأيك فيما يحدث حالياً من مظاهرات وأحداث فى الذكرى الثانية للثورة؟ - ما يحدث الآن فيه كمّ كبير من التآمر على البلاد، ومن الواضح أنه تنفيذ لأجندات خاصة، تشارك فيها بعض القنوات الفضائية بتمويل من جهات لا تريد الاستقرار لمصر، وأعلنّا كثيراً أننا مع الاستقرار، لكننا لا نقر الديمقراطية أو الدستور الذى لا يمثل الدين فى شىء. وأؤكد أننا نريد استقرار البلاد، وازدهارها وصلاح أحوالها، ولا نشارك أحداً رؤية غير واضحة ومشبوهة، ولن نشارك بالنزول فى هذه التظاهرات. ■ ما الحل فى نظرك؟ وكيف يمكن أن تخرج البلاد من الأزمة الراهنة؟ - أؤكد أننى لا أقر الديمقراطية فى شىء، ولكنه يجب أن نعطى هذا الرجل والحكومة فرصة، وعلى الرغم من التخبُّط فى القرارات من قِبل الحكومة والرئيس، فإنه لم يحظ بفرصة كافية، خصوصاً أن البلاد فيها ألغام، وكان يجب أن يتخذ قرارات حاسمة من البداية، ويحمل الجميع على الالتزام بها وعدم الخروج عليها، وأكبر خطأ حدث ووقعنا فيه منذ الثورة، هو أننا لم ننشئ محكمة الثورة، تحاكم جميع رؤوس الفساد كما حدث فى رومانيا. ■ الرئيس وعد بتطبيق الشريعة، هل ما حدث فى الدستور يمثل تطبيقاً لها؟ - لا يستوى الظل والعود أعوج، هكذا هم الإخوان، وطريقتهم فى الإدارة والعمل. ■ ولماذا تفضِّلون بقاء مرسى كنوع من التأمين والحماية للإسلاميين، لا إيماناً بمرسى ولا جماعة الإخوان وما يقدمه؟ - من الممكن أن يكون هذا الأمر صحيحاً إلى حد ما، إلا أنه لا اتفاق ضمنياً أو معلناً بسكوتنا مقابل حمايتنا، فنحن نعلن رفضنا له، ولمبادئه ودستوره فى كل المجالات، ولكن من باب السيئ والأسوأ، فالآن يوجد نوع من أنواع الحرية يمكِّننا من التواصل وتوضيح رؤيتنا وموقفنا، فى حين أن البديل سيكون «شفيق»، وأمثاله، وبالتالى سيكون هناك صدام من أول لحظة. ■ ولكن فى عهد مرسى جرى القبض على بعض شباب «السلفية الجهادية» فيما سمى «خلية مدينة نصر»، وهناك حملة أمنية ضد الجهاديين فى سيناء؟ - كما قلت سابقاً لا يستوى الظل والعود أعوج، هذا هو حكم الإخوان، وأى تيار إسلامى يأخذ مبدأ التغيير «الديمقراطى» بعيداً عن منهج وفهم صحيح الدين الذى نزعم أننا نمثله، لن يصل إلى نتيجة. والمنهج المتكامل لدين الله، علم وعمل، أما أن يكون علماً فقط كما كانت عليه السلفية قبل أن يخوضوا فى وحل الديمقراطية، أو تربية فقط مثل الإخوان الذين يربون منذ 80 عاماً، فهو فهم خاطئ للدين، لذلك فإن أى مكان يقام فيه المنهج والفهم المتكامل لدين الله، تدور عليه الحرب، كما هو الحال فى العراق، وأفغانستان، ومالى، وما حدث فى الأخيرة هو أن جزءاً كبيراً من الشعب اختار الشريعة الإسلامية. ■ ألا يستطيع نظام الرئيس مرسى تطبيق الشريعة الإسلامية لو أراد؟ - لا يستطيع الرئيس مرسى تطبيق الشريعة حتى لو أراد، لأن المعطيات التى معه والآليات التى يستخدمها لن تقيم الشرع. ■ ولماذا دعمه إذن وأنتم تريدون الشريعة؟ - لا يوجد دعم، ولن أتعاون معه، وسكوتى ليس دعماً له. ■ هل هناك هاجس من انقلاب مرسى على «السلفية الجهادية» والجهاديين؟ - هذا أمر وارد لا نستبعده. ■ ما الذى تمنيتموه من الثورة بعد إسقاط نظام مبارك؟ - تمنينا من الثورة أن تأتى بحاكم مسلم يطبِّق شرع الله، بفهم أهل السنة والجماعة. ■ لكنكم ترفضون دخول الانتخابات؟ - الانتخابات لا تأتى بذلك، ولو قاد الثورة تيار إسلامى مؤثر لكانت حقّقت تلك الأهداف، ولكن الثورة قامت وأزالت نظاماً فاسداً دون أن تأتى بآخر جيد. ■ وكيف يأتى هذا الحاكم؟ - يمكن أن يأتى عن طريق أهل الحل والعقد، أو عن طريق بيعة عامة من أهل البلد كله، أو يتغلب على الناس ويحكم البلد. ■ هل الفوضى وحدوث ثورة أفضل لبناء دولة بشكل جديد لتحكم بالشريعة بعد ما كانت عليه، لتكون فرصة ثانية بعد ثورة 25 يناير؟ - الواقع لا يعطى ذلك، والفوضى إذا حدثت لن يكون التيار الإسلامى هو المتغلِّب، ولن تكون الدفة فى يده، وأتمنى من الله أن يفى الدكتور مرسى بوعده ويطبِّق الشرع، فستتحقق العدالة لكل المصريين، بمن فيهم أصحاب الديانات الأخرى، وسيكون هناك أمن لكل المجتمع.