سقط، أمس الأول وأمس، أول شهيدين، فى «الثورة الثانية»، ضد حكم الرئيس محمد مرسى، وجماعة الإخوان، الأول سقط فى النيل بعد مطاردة الأمن، والثانى أصيب بطلق خرطوش فى ميدان التحرير، ووافته المنية فى مستشفى قصر العينى. وانتشلت، أمس، الشرطة النهرية من نهر النيل أمام مبنى «ماسبيرو» جثمان كريم أحمد عبدالمجيد، أول شهيد فى أحداث «ماسبيرو» بين قوات الشرطة والمتظاهرين، الذين خرجوا فى مسيرات من «التحرير» أمس الأول فى الذكرى الثانية للمطالبة بتطهير الإعلام وإسقاط نظام الإخوان. يبلغ «كريم» من العمر 21 سنة، ويدرس فى معهد خدمة اجتماعية بمدينة نصر، ويسكن فى شارع المطار بإمبابة، ووالده بلغ سن المعاش بعد أن كان يعمل فى إحدى شركات التكييف. ونقلت أسرته جثمانه بعد حضور ياسر مدنى، وكيل النيابة ووضع جثمانه فى تابوت ورفعه من أسفل قاع النيل إلى سيارة نقل الموتى إلى منزل الشهيد فى إمبابة. واتهمت والدة كريم الرئيسَ محمد مرسى وقوات «الداخلية» بقتل ابنها، وقالت وهى تبكى: «حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسى إنت وداخليتك ربنا يحرق قلوبكم زى ما حرقتم قلبى على ابنى.. تقتلوا ابنى ليه؟ علشان بيقول كلمة حق؟». وروى فرج أحمد ل«الوطن»، صديق «كريم»، تفاصيل مقتله، وقال: «ذهبت أنا وكريم مع المسيرات المتجهة إلى مبنى ماسبيرو، وفى ال10 مساءً، ألقت علينا قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع، واضطررنا إلى النزول إلى شاطئ النيل والسير بمحاذاته للهروب، فسقط «كريم» فى النيل دون أية محاولة من الشرطة لانتشاله. وأضاف فرج، أن الشرطة تعاملت مع المتظاهرين بكل قسوة وعنف لمجرد مطالبتهم بتغيير النظام ومعارضتهم للسياسات الحالية، مضيفاً: ذهبت صباح أمس بعد انتهاء الأحداث إلى قوات الداخلية فى ماسبيرو، ورفضوا أن ينتشلوه وقالوا: «أنتم أردتم مواجهتنا، فاستحملوا»، وقال: لن أتنازل عن القصاص لصديقى الذى قتلته داخلية مرسى». وقال أحمد عبدالمجيد، والد كريم ل«الوطن»، إنه علم من أصدقائه بسقوط ابنه فى النيل على يد الداخلية بعد الاعتداء عليه، مشيراً إلى أن الرئيس و«داخلية مرسى» يتحملون مسئولية وفاة ابنه الذى نزل للمطالبة بحقوق الشعب وجرت مطاردته حتى سقط فى النيل. أما الشهيد الثانى، فهو «مجهول»، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى قصر العينى القديم متأثراً بإصابته بطلق «خرطوش» فى الصدر أثناء تظاهره ب«التحرير»، وحُرر المحضر 423 إدارى مصر القديمة، ونقلت الجثة لمشرحة زينهم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق، وأمرت بتشريح الجثة لمعرفة سبب الوفاة، وكشف هوية المتوفى.