أعجبتكم خطب العريفى عن فضائل مصر، كأنكم لا تعرفون بلادكم. أعجبتكم دون أن تسألوا أنفسكم: هل خطب العريفى فى السعودية ومصر بغير موافقة أجهزة الأمن السعودية؟ معروف أنه لا يذهب خطيب لبلد آخر دون موافقة الأجهزة الأمنية السعودية التى تعد الأقوى فى المنطقة. لا يخرج خطيب من المملكة إلا وفق خطة وتوجيهات محددة. الداعية السعودى، محمد العريفى، ليس بالداعية الذى نحب وليس بالواعظ الذى يخدم الإسلام، بل على العكس هو من هؤلاء الذين يخيفون الناس من الدين السمح. أليس العريفى من أفتى بحرمة جلوس البنت بمفردها مع أبيها وأن ترتدى الحجاب فى حضرته، بل وقال أيضاً بأنه ربما إذا سلم عليها أو قبلها أو ضمها إلى صدره، ربما الشيطان يئزه لبعض الأمور. إنه يضرب العلاقة الأزلية بين الأب وابنته فى مقتل. فتحرش أب بابنته فضيحة كبرى فى أى مجتمع منحل، فما بالنا بمجتمع يعرف الله. ومع ذلك أعجبتكم الخطب وكلمات المديح، ولم تتوقفوا عند أسبابها وتوقيتها. أعجبكم العبارات الرنانة ولم تفكروا للحظة هل ظهرت هذه الفضائل المصرية فجأة الآن، وكأن حكم الإخوان وحده من أظهر معدنكم النفيس، وكشف عن نبل أخلاقكم، التى ينبغى أن تتحلى بالصبر على ما ابتلاها الله من بؤس وفقر وتخلف وكوارث. أعجبتكم دون أن تسألوا من أين جاء بهذه الكلمات التامات؟ حتى جاءتكم الإجابة من السعودية، وفقاً لما نشرته جريدة «فيتو»: «فجرت صحيفة إلكترونية كويتية مفاجأة عن خطبة العريفى فى جامع عمرو بن العاص حيث قالت إنها منقولة حرفياً من مقالات صحفية لباحث سعودى»، وأكد الكاتب السعودى، محمد آل الشيخ، أن خطبة العريفى منقولة حرفياً من مقالات الباحث محمد موسى الشريف، نشرها فى مجلة «المجتمع» السعودية بعنوان «فضائل مصر ومزايا أهلها». «آل الشيخ» كتب على صفحته ب«تويتر»: الخطبة تضمنت نفس التسلسل الذى جاء فى مقالات الشريف، واقتباس عبارات وأبيات شعرية كما هى، نعرف أن خطبة العريفى أخذت صدى واسعاً وقررت وزارة التعليم المصرية تعميمها على المدارس، إلا أن العريفى لم يشر فى حينها لا من قريب ولا من بعيد لاقتباسه ونقل نص خطبته. العريفى سرق خطبته من باحث، وعندما انكشف اتصل بصاحب البحث بعد الخطبة واستأذن منه، والأمانة تقول إنك إذا نقلت فأشر إلى المصدر، أما أن تشف جملاً، وعبارات بعينها، فأنت تسرق». لم يرد العريفى على هذا الاتهام، وإذا كنت هنا أنقل التهمة على مبدأ «ناقل الكفر ليس بكافر» أتوقف كثيراً عند أسباب وأهداف الخطبة والزيارة، وأحاول أن أضعها فى سياقها الطبيعى والموضوعى. جاء العريفى لفتح كوة فى الجدار الذى شيد بين مصر وبعض دول الخليج ومنها السعودية. كانت الفكرة أن يكون الفتح دينياً طالما أن مصر ارتدت الزى الدينى، فمن الخطر ترك مصر تتقارب مع إيران الشيعية، ومن الحتمى تشكيل رأى عام سنى يجابه التقارب المصرى الإيرانى، فالعريفى ينتمى لجماعة الإخوان وهو خير من يدخل إلى البيوت المصرية من فوق منابر مساجدها، ومثلما دخل الفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص، جاء العريفى خطيباً فى مسجده.