اتفق عدد كبير من مواطني محافظة بورسعيد على أن ما تتعرض له المحافظة من ظلم وقهر خلال الآونة الأخيرة، بداية من أحداث مباراة المصري والأهلي، حتى مقتل ما يزيد عن 20 شخصا من أبناء المدينة وإصابة المئات غيرهم، عقب الحكم بإحالة أوراق 21 متهما إلى فضيلة مفتي الديار المصرية، هو عدوان ثلاثي جديد، كالذي تعرضت له مدينتهم الباسلة عام 1956، حين تصدت لإنجلترا وفرنسا وإسرائيل معا. وقال أسامة، أحد سكان المدينة، "ما نتعرض له الآن من قمع، هو عدوان ثلاثي أشد قسوة من 1956، ففي الماضي دافعنا عن مصر ضد ثلاثة غزاة، أما الآن فنحن نقف بمفردنا أمام الحكومة التي أصدرت حكما سياسيا لتهدئة الشارع في القاهرة على حسابنا، وباقي محافظات مصر التي وقفت تتشفى فينا وتسبنا، وطرف خفي يدمر مدينتنا الآن". وأضاف "شعب بورسعيد تائه الآن وسط نيران الحكومة متمثلة في الشرطة والجيش، ونيران المجهولون الذين يطلقون النيران على السجن العمومي وأقسام الشرطة، ليزيدوا من حدة المواجهات". وصدق صالح، وهو مواطن بورسعيدي آخر، على ما قاله أسامة، وأكمل "تحولت شوارع وميادين بورسعيد إلى ساحات قتال، لا ينجو منها إلا المحظوظ، وخيم الحزن والغم على الجميع". وأردف "عاودتني ذكريات العدوان الثلاثي في 1956، حينها كنت صغيرا لكنني أتذكر جيدا أن أجزاء كبيرة من المدينة كانت خالية مثل اليوم، وتعرضنا للتهجير مثل اليوم، لكن ما يؤلمني أن وقتها كان ندافع عن اخوتنا في شتى أنحاء مصر، والآن تقف مصر جمعاء أمامنا، ويتهموننا بالبلطجة، لذلك نفكر جديا في الهجرة خارج مصر". واختتم عامر كلماته قائلا "الجميع اتفقوا على أن تتحمل بورسعيد الضريبة كاملة، الحكومة لها أهداف، والشعب له أهداف، والطرف الثالث بالطبع له أهداف".