"اطلع يا عبدالرحمن، أنا أمك يا حبيبي، مستنياك تطلع يا روح قلبي، أنا هنا مش ماشية لما تطلع يا نور عيني"، صرخات هستيرية ومؤلمة تنطق بها الأم المكلومة، التي أصرَّت على الوجود على شاطئ 6 أكتوبر بمنطقة العجمي في الإسكندرية، رغم ظروفها المرضية، منذ الاثنين الماضي، يكسوها الأمل في العثور على ابنها الشاب الذي ابتلعته مياه البحر المتوسط، وغدرت به، أثناء لهوه مع اثنين من أصدقائه على الشاطئ، ولم يتم العثور عليه حتى الآن، في الوقت الذي تم فيه إنقاذ صديقيه من الموت. الشاب عبدالرحمن أحمد عبدالله درغام، ابن مدينة كفرالدوار بمحافظة البحيرة (21 عاما، طالب بكلية الهندسة) اتفق مع صديقيه عبدالوهاب ويوسف، على الذهاب إلى شاطئ 6 أكتوبر بمنطقة العجمي في الإسكندرية، لقضاء بعض الوقت والاستجمام والتنزه، مثلهم مثل غيرهم من الشباب، وأثناء وقوفهم فوق صخرة على الشاطئ للتصوير، قذفتهم موجة مياه قوية وغادرة إلى عمق البحر، حتى غلبهم الموج، وأطلق الشباب الثلاثة صرخات استغاثة للموجودين على الشاطئ من أجل إنقاذهم من الموت غرقا، ونجح الموجودون على الشاطئ، في إنقاذ "عبدالوهاب" و"يوسف" من الموت، فيما لم يتم العثور على "عبدالرحمن" حتى الآن، وفقا لما أكده المهندس سليم الديب، والد عبدالوهاب، الذي أشار إلى أنه تم نقل ابنه وصديقه في حالة إعياء شديدة وفقدان للوعي وغيبوبة استمرت عدة أيام، إلى مستشفى مبرة العصافرة ومنه إلى مستشفى العامرية العام، لتلقي العلاج اللازم، حتى أنعم الله عليهما بالشفاء والإفاقة من الغيبوبة، وسط حالة حزن شديدة تنتابهما بسبب عدم معرفة مصير صديقهما عبدالرحمن. وقال المهندس سليم الديب، ل"الوطن"، إن والد ووالدة الشاب "عبدالرحمن"، يعيشان حالة صعبة للغاية، تدمي القلوب، بسبب عدم العثور على ابنهما حتى الآن، وعدم معرفة مصيره منذ الاثنين الماضي، حتى إنهما موجودان على الشاطئ فى حالة يرثى لها، في انتظار العثور على ابنهما، وهما يتوسلان لجميع المسؤولين التدخل واستخراج جثة ابنهما. وقال هيثم السيد عبدالعزيز، محام بكفرالدوار، إن مدينة كفرالدوار تعيش حالة حزن عام، بسبب غرق الشاب عبدالرحمن درغام، وعدم العثور على جثته منذ الاثنين الماضي، ومرور 5 أيام عليه في مياه البحر، مشيرا إلى أن والدته هتموت من القهر والحزن على ابنها، ووالده بيكلم نفسه على الشاطئ دون مساعدة من أي من المسؤولين، قائلا: "إحنا عاوزين نطلع عبدالرحمن من البحر عشان ندفنه، وعشان خاطر والدته ووالده اللي هيموتوا هما كمان حزنا على ابنهما". وناشد "عبدالعزيز" القوات البحرية وقوات حرس الحدود، المساعدة في انتشال واستخراج جثة الشاب "عبدالرحمن" من مياه البحر.
