دعا الرئيس محمد مرسي رجال الأعمال السعوديين والمصريين إلى التعاون في إنشاء الجسر البري، الذي يربط بين المملكة ومصر، مشيرا إلى أن أعداء الأمة العربية لا يرغبون لها في التواصل بين أجنحتها. وقال إن إقامة مثل هذا الجسر من شأنه أن يربط بين شرق الأمة العربية وغربها، ويزيد التبادل التجاري. وطالب الرئيس، في لقائه بمجلس الأعمال المصري السعودي، بعد ظهر أمس، بمقر سكن السفير المصري بالرياض، رجال الأعمال السعوديين بزيادة استثماراتهم في مصر، طارحا عددا من الفرص الاستثمارية في مجالات الحديد والصلب والزراعة والصناعة والتشييد والبناء والصيد وإنشاء السكك الحديدية. وأكد الرئيس أن مصر بعد ثورة 25 يناير تبحث عن الاستثمارات الحقيقية والجادة التي تعتمد على نقل التكنولوجيا إلى البلاد، إتاحة فرص العمل أمام المواطنين المصريين. وقال مرسي إن من حق مصر على العرب دعمها والوقوف بجانبها، وهو واجب شرعي وديني، مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي ساعد اليونان ب120 مليار دولار، مشددا على أن مصر والسعودية شعب واحد، بينهما تاريخ مشترك، وهما ركيزة الأمة ومستقبلها. وقال الرئيس إن "زيارتي الثالثة إلى المملكة في غضون ستة أشهر هي خير دليل على العلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعبين الكبيرين، وجئت اليوم لأشارك أخي خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إنجاح القمة العربية الاقتصادية الثالثة التي تمثل بيت القصيد في العمل العربي المشترك". وأوضح الرئيس مرسي أن مشاكل العمالة المصرية في السعودية هي الأقل على مستوى العالم، مشيرا إلى أن مصر ظلت لقرون عديدة تصنع كسوة الكعبة من منطلق مشاعر وحب مصر والمصريين لهذه الأرض المقدسة. وأفصح الرئيس أن "حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين يدل على أننا نسير على الطريق الصحيح، ولكن هذا الطريق ما زال طويلا"، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري قفز خلال العامين الماضيين إلى 5 مليارات دولار مقابل 4 مليارات عام 2010، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها مصر. واستطرد "الأوضاع في مصر تحسنت، واتجاهها نحو الاستقرار حيث انتهت معظم العملية السياسية والمؤسسية وصارت مستعدة للانطلاق الاقتصادي، ونعد حاليا لإطلاق مشروعات ضخمة". وضرب مثالا بمشروع تنمية محور قناة السويس للصناعة والتجارة والخدمات بوصفه نقطة انطلاق بين القارات الثلاثة القديمة، داعيا رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في هذا المشروع. كما أعرب عن ترحيب مصر بالتعاون للاستثمار في أي دولة إفريقية، مؤكدا أن مصر هي المدخل والمفتاح الحقيقي لإفريقيا من حيث الدعم اللوجيستي والخبرة وغيرها من التسهيلات. واختتم مرسي كلمته بقوله "أنا راجل مهندس. أتحدث عن أمور وموضوعات محددة يتم بحثها، وكذلك عن مشكلات محددة يتم حلها". وكان رجل الأعمال المصري، المهندس حسن مالك، ألقى كلمة الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري - السعودي المشترك، أشار فيها إلى علاقات الأخوية الوثيقة بين الشعبين والدولتين. وأعلن مالك عن تشكيل جديد لمجلس الأعمال المصري - السعودي، يضم 25 رجل أعمال من أصحاب الخبرات، من بينهم 10 عن الجانب المصري، وتعهد بأن يكون المجلس الجديد خط ساخن ونشيط لمتابعة أعمال الجانبين ومراقبة الأداء ليصل إلى أحسن ما يكون. من جانبه، رحب الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس غرفة الرياض للصناعة والتجارة، وعضو المجلس عن الجانب السعودي، بالرئيس مرسي، والوفد المرافق له، معربا عن سعادة رجال الأعمال السعوديين بتجدد اللقاءات مع مرسي. وأشار الزامل إلى أنه التقى مع مرسي منذ شهرين في اجتماع رسم خريطة الطريق التي بدأت تؤتي ثمارها. وأعرب عن تقديره باسم رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين لأداء الوحدة الخاصة بالمستثمرين السعوديين في مصر والتي ساهمت في حل العديد من المشاكل التي تواجه الاستثمار السعودي في مصر. ومن ناحيته، قال عفيفي عبد الوهاب، السفير المصري لدي السعودية، "إننا نعتبر أنفسنا في بيتنا بين أشقائنا في السعودية وفي بلدنا الثاني، حيث نلقى كل المحبة".