سلطت مجلة "بلومبرج" الأمريكية، الضوء في تقرير عنها أمس، على التغيرات الاقتصادية الأخيرة التي ضربت بعض دول الخليج، في أعقاب تراجع أسعار النفط بنسب كبيرة. وذكرت المجلة الأمريكية، أن دول الخليج لم تعد غنية كما كانت في السابق، وبدأت دخول عصر الإضرابات والتقشف والاقتطاعات من الرفاهيات التي كانوا يحصل عليها مواطنيهم، مضيفة: "كانت الرواتب في الخليج ضخمة، ومستويات المعيشة مرتفعة جدا، لكن ما اعتقد الجميع أنه أمر مضمون في دول الخليج الغنية بالنفط، بات حاليا أقرب إلى الزوال، حيث تلجأ تلك الدول حاليا إلى تخفيض نفقاتها وفرض الضرائب وتخفيض الوظائف، إلى أن وصل الأمر إلى درجة وقوع إضراب عن العمل في ميناء نفطي كويتي". وأضافت "بلومبرج": "شهدت الكويت أول إضراب عمالي لسنوات طويلة تقترب من عقدين كاملين تقريبا، حيث أعلن 13 ألف عامل إضرابهم عن العمل احتجاجا على تخفيض الأجور والمزايا، أما في سلطنة عمان، فإن الوظائف أصبحت أقل كثيرا من السابق، وبات بعض الموظفين يدخلون إلى الشركات لفترات تدريبية طويلة، بدلا من حصولهم على وظائف بشكل سريع في الوزارات المختلفة". وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن "رؤية 2030" التي أطلقها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل عدة أيام، دليل على أن تراجع أسعار النفط سيؤدي مباشرة إلى سلسلة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في دول الخليج. ونقلت "بلومبرج" عن الكاتب الإماراتي سلطان القاسمي، قوله، إن العقد الاجتماعي التقليدي لدول الخليج، بات يواجه خطرا في الوقت الحالي، ولم يكن أكثر هشاشة مما هو عليه الآن. وقالت المجلة الأمريكية، إن صندوق النقد الدولي يتوقع عجزا في ميزانية 6 من دول مجلس التعاون الخليجي، بنسبة تقدر ب12.3% تقريبا، وهي نسبة ليس لها سابقة منذ التسعينيات تقريبا.