كيف ذهبوا من كانوا أجمل ما فينا؟ الأيام تمر تتبعها الشهور ويتم العام دورته الكاملة، فيما لا يزال اللغز متصدرا المشهد فالمجنى عليه معلوم ومغادرته لعالمنا مسجلة بالصوت والصورة فيما لا يزال القاتل «مجهولا». «ماسبيرو - محمد محمود - مجلس الوزراء - موقعة الجمل - كنيسة القديسين» أسماء لأحداث ملتهبة أوجعت قلوب المصريين، ضاع فى ركابها أناس لم يقترفوا إثما، بعضهم تجرأ واحتفل بعيده فى دار العبادة وآخرون استمعوا لنداء الثورة «حرية» فلبوا النداء، غير أن العواقب كانت وخيمة، فرغم مرور عامين على تفجير كنيسة القديسين عشية أول أيام عام 2011، لم يزل ذوو الشهداء ثكلى فيما يبقى المجرم غائبا، وكذلك لا تزال أصوات الثوار تتردد فى أصداء ميادين الحرية يحتفون بذكرى رفاق الكفاح بعد مرور عام كامل دون قصاص، فيما تتجلى الكوميديا السوداء بسقوط آخرين يزيدون من تعداد الشهداء حتى فى الوقت المخصص لإحياء الذكرى على رأسهم «جيكا» الذى جعل لاسم «محمد محمود» مسلسلا بأسماء «الأولى والثانية». حتى من أشعل رحيلهما فتيل الثورة «خالد سعيد وسيد بلال» لم يجنيا من رحيلهما سوى بضعة شهور قبع فيها من اغتال براءتهما خلف قفص حديدى ما فتئ أن فُتح على مصرعيه بعد شهور عدة معلنا البراءة مما نُسب إليه، فيما تحضر بعد أيام محاكمة قتلة شهداء مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 74 مشجعا أهلاويا وسط انتظار عام لنتيجة الواقعة التى تم بثها على الهواء مباشرة على مرأى ومسمع من الجميع، بصوت يملأه الأمل تتمنى والدة مهاب صالح شهيد مذبحة بورسعيد ألا يكون نصيب فقيدها من القصاص مهضوما كآخرين سبقوه، «يارب انصرنا» هى الجملة التى تتبتل بها الأم المكلومة يوميا فى انتظار النطق بالحكم، رغم يقينها بأن الموجودين داخل القفص ليسوا فقط الجناة الحقيقيين وإنما كبش فداء لآخرين، مضيفة أنها تشعر بمرارة كلما سمعت عن براءة أحد المتهمين بقتل الثوار «حسبى الله ونعم الوكيل.. ملناش غير ربنا.. هو الوحيد اللى هيجيب حق عيالنا».