قضى حياته في خدمة الأسرى من خلال عمله في مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان والمهتمة بشؤون الأسرى، وكانت زوجته «وفاء» تعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية قبل أن ينجبا طفلهم الأول «قيس» ويلقي الاحتلال الإسرائيلي القبض على «رب الأسرة» أثناء حملها في «ريستا» بتهمة اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي «رحبعام زئيفي» عام 2001، إنها أسرة الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال «عاهد غلمة».تولت «وفاء أبو غلمي» مسؤولية تربية أطفالها بعد اعتقال زوجها من السلطة الفلسطينية ووضعه في سجنها بأريحا باتفاقية مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تقوم قوات أمريكية وبريطانية بحراسة المسجونين في تلك القضية، ولم تواجه الأسرة آية متاعب في زيارة «غلمة» أسبوعيًا، حتى غادرت القوات ويقوم الاحتلال بنقل المسجونين إلى سجونه، ومن ثم مارس الاحتلال عاداته في «قطع الروابط الأسرية»، حيث تقول «أبو غلمي» ل«الوطن» إن الاحتلال يمنعها من رؤية زوجها منذ 7 سنوات، فضلًا عن 6 سنوات ممنوعة من السفر خارج فلسطين ل«دواع أمنية» لم تعرف ما هي، إلا أنها استطاعت شراء منزل لأسرتها عن طريق مجهودها الخاص إلى جانب مساعدة بعض من الأهل من أجل الاستمرار في تربية أطفالها. وفاء أبو غلمة ل«الوطن»: الاحتلال الإسرائيلي يمنعني من السفر خارج فلسطين منذ 6 سنوات.. ولم أر زوجي منذ 7 أعوام تقول زوجة الأسير إن هناك العديد من عائلات الأسرى دخلهم لا يكفيهم، إلا أن دخل عملها في وزارة الثقافة الفلسطينية إلى جانب الدخل المخصص من هيئة الأسرى استطاعت من خلالهم إكمال الطريق في تربية قيس البالغ من العمر 18 عام، و«ريستا» البالغة 13 عاما، مشيرة إلى أن والدهم حُكم عليه بمؤبد بالإضافة إلى خمس سنوات، لافتة إلى أن «المؤبد الإسرائيلي» يعني السجن مدى الحياة. وتضيف «وفاء» أن هناك العديد من الأحكام الإسرائيلية الخرافية، مثل الأسير إبراهيم حامد المحكومة عليه ب«85» مؤبد و100 عام و6 أشهر، والأسير عبدالله البرغوثي المحكوم عليه ب86 مؤبد، مؤكدة أن الاحتلال يطبق تلك الأحكام للتأثير على روح وعزيمة الشباب الفلسطيني إلا أن الشباب مستمر في عملياته الفدائية. العديد من عائلات الأسرى دخلهم لا يكفيهم.. وأحكام الاحتلال «الخرافية» للنيل من عزيمة الشباب الفلسطيني وعن ابناءها فقالت، إن كل طفل فلسطيني يتمنى أن يكون والده إلى جانبه بالطبع، ولكن زوجي في نظر أبناءه بطل قاتل من أجل تحرير وطنه وشعبه وضحى بحياته من أجل غيره، ولذلك يتفاخروا بوالدهم كونه أحد الأبطال في فلسطين، مضيفة: «ريستا ما عاشت ولا يوم مع والدها، فكنت حامل فيها وقتما ألقي الاحتلال الإسرائيلي القبض على والدها، وقامت بزيارة والدها العديد من المرات في سجن أريحا أسبوعيًا قبل أن يتم نقله إلى السجن الإسرائيلي المسموح فيه بالزيارة مرة واحدة فقط بالشهر»، وتابعت: «من أجل الوصول إلى الزيارة نقابل العديد من الحواجز الأمنية الإسرائيلية التي تتسبب في التأخير، كما أن لقاء الأسير يكون عبر زجاج وهاتف لسماع الصوت، وكثيرًا مايتم قطع الصوت لأنهم يتجسسون عليه، فضلًا عن أن الزيارة لا تستمر أكثر من 45 دقيقة». أهل الأسير معرضون للاعتقال لتجسس السجن على تلك الهواتف وقالت أبو غلمي إن أهل الأسير معرضون للاعتقال بسبب تجسس السجن على تلك الهواتف، مشيرة إلى أنه في هذه الحالة يتم التحقيق مع الأسير، واختتمت قائلة: «أملنا في إطلاق سراحه فقط من خلال تبادل الأسرى، لأن إسرائيل لن تطلق سراح أصحاب الأحكام العالية».