أكد عدد من السياسيين والحقوقيين أن تصريحات آن باترسون، مساعد وزير الخارجية الأمريكية، متوقعة؛ كونها كانت من الداعمين الرئيسيين لوصول الإخوان للحكم فى مصر، مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها اعتبار تنظيم الإخوان جماعة إرهابية، لأنها تتحالف معهم فى عدد من الدول، وتلتقى قياداتهم، ومن ثم فإنها إن صنفتهم كإرهابيين فإنها بذلك تعترف بدعمها للإرهاب، كما وصفوا تصريحات وزير الخارجية جون كيرى عن حالة حقوق الإنسان فى مصر ب«الابتزاز». يذكر أن «باترسون» قالت على هامش اجتماع إحدى اللجان بالكونجرس، أمس الأول، إن بلادها لا يمكنها أن تُصنف الإخوان كجماعة إرهابية، لأنهم أعلنوا نبذهم للعنف، ولهم أحزاب تعتمد على السلمية، كمنهج سياسى لهم. «العزباوى»: السفيرة ساعدت فى وصول «التنظيم» للحكم.. و«صادق»: واشنطن لن تصنفهم كإرهابيين وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجماعة الأمريكية، إن توقيت إطلاق تلك التصريحات مرتبط بحادث الباحث الإيطالى (ريجينى)، وإنها تتناغم مع تحركات دول مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وقالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية، إن الرئيس السيسى أكد فى لقائه ببعض فئات المجتمع المصرى شراسة الهجمة الغربية ضد مصر، والأطراف التى تتآمر على شعبها وتسعى لحصاره من خلال الحديث الكاذب حول حقوق الإنسان، وتوريط مصر فى قضايا عدة منها «ريجينى»، وافتعال أزمات مع دول عربية شقيقة وأخرى صديقة، فهم يريدون أن تصبح مصر كما سوريا والعراق، مشيرة إلى أنه من الطبيعى أن نسمع أصواتاً تنتقد حقوق الإنسان فى بلادنا، وتتحدث عن الإخوان داخل السياسة الأمريكية خاصة جون كيرى، مضيفة: «تعجبت من عودة آن باترسون للحديث عن مصر، لكننى أسألهم حول مصير 400 شخص تظاهروا أمام الكونجرس مؤخراً، ضد السياسة الأمريكية وتم اعتقالهم ولم نجد من يتحدث عن حقوق الإنسان فى أمريكا، وأؤكد للجميع أننا نتمتع بالحرية فى مصر، وننتقد حكومتنا دون اعتقال كما يحدث فى أمريكا وعلى المصريين أن ينظروا بعين الاعتبار لهذا المخطط وتلك المؤامرة». ووصف الدكتور يسرى العزباوى، المستشار السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تصريحات كل من كيرى وباترسون ب«المتوقعة»، وقال إن الأخيرة لعبت دوراً سيئاً أثناء عملها فى مصر، وساعدت الإخوان فى الوصول للحكم، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة لن تقوم بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، طالما استخدمت الجماعات المتشددة لتنفيذ سياساتها فى دول أخرى من بينها مصر. وأضاف «العزباوى»، ل«الوطن»، أن أمريكا ستظل تستخدم هذه الجماعات المتشددة للضغط على الأنظمة، ليس فقط فى مصر، وإنما فى كل دول الشرق الأوسط. وحول تصريحات «كيرى» عن انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، بمناسبة الإصدار السنوى للتقرير الحقوقى حول انتهاكات تلك الحقوق فى العالم، قال «العزباوى» إن هذا التقرير معروف محتواه كل عام، وإنه من أدوات الابتزاز التى تستخدمها الولاياتالمتحدة لمعاقبة الدول التى لا تدور فى فلكها، ومن وسائل الضغط على تلك الحكومات، خاصة الشرق الأوسط، مُبيناً أن مثل تلك التقارير يتم استخدامها لتشويه سمعة بعض الدول. وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة البريطانية، إن هناك قواعد معينة تتبعها أمريكا عند تصنيف أى جماعة كجماعة إرهابية، أبرزها أن تكون قامت بعمليات إرهابية ضد الأمريكيين، سواء داخل أمريكا، أو خارجها، وهو ما لم يفعله عناصر تنظيم الإخوان، وفعلته جماعات أخرى كحزب الله بقيامهم بعمليات إرهابية ضد أمريكيين خارج أمريكا، لذا اعتبرتها الولاياتالمتحدة جماعات إرهابية. وأضاف «صادق» أن قيادات الإخوان يزورون الكونجرس، ووزارة الخارجية باستمرار، لذا لا يمكن لأى من تلك الجهات أن تُصنفهم كجماعة إرهابية، لافتاً إلى أنه عندما كان هناك اتجاه لدى مجلس الشيوخ، لتصنيف التنظيم كجماعة إرهابية، رفضت وزارة الخارجية ذلك وقالت إنها لا تعتبرهم كذلك.