على ضوء خافت يقرأ أحدهم آيات من سورة القتال «الأنفال».. يبدأ بعدها «نقيب الأسرة» الحديث عن الإخلاص وطاعة قرارات الجماعة «الربانية»، هامساً فى أذن أبناء «أسرته الإخوانية» أن فوائد طاعة القيادة جمّة، تبدأ بنيل ثقة حراس جبل «المقطم» لتنتهى بالتمكين فى الدولة.. ثم تعلو نبراته بالقول إن آية ذلك هى «طبيب الأطفال» أسامة ياسين خير شاهد على ذلك. كان مجهول الهوية بين أفراد تنظيمه.. لا يعرفه سوى أفراد كتيبة الشاطر، وكان كثيراً ما تقول قياداته إن صعوده دليل على إخلاصه.. «وإن المخلصين لا يُعرفون إذا حضروا ولا يُفتقدون إذا غابوا». «الحالقة» كما يسميها أبناء التنظيم، وهو وصف لكل من دبّ الخلاف بينه وبين القيادة، هى التى مهدت لصعود ياسين للرأى العام بعد رفض ممثل الإخوان السابق بميدان التحرير موقف الجماعة من التظاهر ضد المجلس العسكرى. خرج بعدها أمين الجماعة وقال إن «ابننا المطيع» ياسين هو موفدنا إلى ميدان التحرير، فى إشارة إلى أن «قطع الرقاب» والخروج من «جنة الإخوان» عقاب كل مخالفى القيادة الربانية. ونظراً لجهل المحيطين بقدره «الثقيل» داخل التنظيم، تدخل الشاطر لتهيئة المناخ ل«حارس المعبد الجديد»، فهمس فى أذن مذيع قناة شهيرة «يجب استضافة ابننا المطيع لتلميعه، حتى يعرفه الآخرون ويقتدوا بأثره»، فكانت الحلقات المتوالية للتلميع تجرى على قدم وساق، حتى كان «مزاحه» الذى فتح أبواب «جهنم» على قيادات التنظيم، حينما قال: «إننا نمتلك الفرقة 95 إخوان التى تحمى ميدان التحرير». فى غرفة بها «16» مقعداً، الجميع متحفزون، تخرج أصوات تندد وتصرخ: «يا ليتنا ما لمعناه، فقد كاد أن يدمر خططنا». وهنا يأتى صوت «ثقيل»: «دعوه، فهو يعرف ما يصنع، فهو ابنى المدلل». ياسين، المولود فى 1964، وتخصص فى طب الأطفال، عرف من أين تؤكل الكتف، فشرع فى «حراسة المعبد» فألقى بنفسه فى «حضن» الشاطر وأصبح ذراعه اليمنى، من أجل أن ينال بركة «المقطم»، وقد كان.. يهرع لحضور اجتماعات قيادات الجماعة بالمقطم من أجل التعلم من «أساتذته الربانيين»، ويخرج مسرعاً لمكتب الشاطر ينتظره ويرتب له أوراقه، لعله ينال «الرضا السامى»، فيصعد سريعاً من رئاسة لجنة الشباب بمجلس الشعب ليصبح وزيراً للشباب. مزاح ياسين حول فرقة الإخوان 95 عولج سريعاً من جانب «ولىّ نعمته التنظيمية»، بالقول «كل ابن آدم خطّاء»، مع تعهد صريح بأن عودة الابن المطيع مرة أخرى إلى حظيرة التصريحات المسئولة باتت قريبة، وأنها لن تكون ك«عودة الابن الضال».