على مقربة من اعتصام وزارة الدفاع يقف محمد سعيد حذرا أمام مخزن الصابون الخاص به بأحد الشوارع الجانبية الضيقة بشارع العباسية، لم يهتم محمد سعيد بموقف المعتصمين بقدر اهتمامه بألا تقترب زجاجات المولوتوف أو الحرائق من المخزن، الذى قد يشعل ميدان العباسية بالكامل بحسب وصفه. محمد يقول إن الاعتصام لا يعنيه بقدر ما يعنيه أكل عيشه، «لو عود كبريت قرّب من المخزن حالنا يقف.. ويتخرب بيتنا». يقدم حديث محمد سعيد صورة لما يشكل موقف أغلب سكان حى العباسية من اعتصام وزارة الدفاع وأغلب الاعتصامات السياسية فى مصر، وهو التأثير المباشر على مصادر رزقهم وحياتهم اليومية، ويقول عدد ممن التقتهم «الوطن» فى الحى العريق بالقاهرة إن المواجهات بين شباب المنطقة والمعتصمين بدأت -حسب ادعائهم- بسبب مهاجمة المعتصمين للبيوت وعدد من المحلات. وقال بعضهم «إحنا قايمين بالواجب مادام العسكر ساكتين عليهم». ويقول محمد الجمل صاحب محل البقالة بشارع العباسية: «مش عاوزين حاجة غير إنهم يخربوا البلد» مشيرا إلى المعتصمين أمام وزارة الدفاع، من أنصار المرشح المستبعد من السباق الرئاسى حازم صلاح أبوإسماعيل، متهما إياهم بتلقى تمويل خارجى. وبدأت مجموعات من أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل تدعمهم مجموعات ثورية أخرى وشبان غير منظمين اعتصاما أمام وزارة الدفاع فجر السبت الماضى مطالبين بإسقاط المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وإلغاء المادة 28 من الإعلان الدستورى التى تمنع الطعن على قرارات اللجنة. يروى الجمل أنه سمع عن القبض على 3 شبان فلسطينيين وسورى، ويهوديين، وأكد فقط أنه بعدما تم القبض عليهم وتفتيشهم، تم العثور على فيديوهات توضح تدريبات يتدربون عليها لإحداث عمليات تخريبية. ويضيف الجمل أن المواجهات التى وقعت بين البعض من شباب العباسية من جانب، والمعتصمين من جانب آخر، جاءت نتيجة لمهاجمة المعتصمين لمنطقة «غرب القشلاق». ويبرر الجمل مهاجمة بعض الأهالى للاعتصام «يرضى مين إن حالنا يقف. ويقاطع مصطفى تايسون الجمل متسائلا حول سبب اعتصام أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل ضد المادة 28، الذين قالوا عليها نعم من قبل فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.