في مساء 13 نوفمبر 2015، كانت باريس تسبح في بركة دماء، جراء الهجمات الإرهابية الدامية، والتي وقعت بشكل متزامن في عدة مواقع في العاصمة، وأسقطت 130 قتيلا و7 إرهابيين، ليعيش المواطنين الفرنسيين حالة من الرعب والهلع لعدة أيام، خاصة بعد قرار من الرئيس الفرنسي بفرض حالة الطوارئ بالبلاد، وإغلاق الحدود. عاصمة "النور"، تحولت في تلك الليلة المشؤومة إلى مدينة أشباح، الدماء في كل مكان، وأشلاء وجثث الضحايا متناثرة، بدءا من موقع التفجيرات الثلاثة بمحيط ملعب فرنسا الدولي في ضاحية "سان دوني"، والذي سقط على إثره 4 أشخاص بينهما 3 من الانتحاريين، مرورا بشارعي "بيشا وأليبار"، حيث فتح مسلح النار على مطعم "لو كاريلون"، وراح ضحية الهجوم 14 شخصا، وهو نفس المشهد المرعب، الذي وقع بشارع "دي لا فونتين"، وعلى بعد مئات الأمتار من مسرح باتاكلان، عندما فتح مسلح النار على مطعم "لا كازا نوسترا"، ما أدى إلى مقتل 5 أشخاص. لم يتوقف نزيف الدماء في تلك الليلة عند "دي لا فونتين"، فتناثرت الجثث بشارع "فولتير"، بعد إطلاق الرصاص العشوائي في الشارع، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، أما في "دي شارون" فكان المشهد أكثر رعبا، حيث أطلق مسلحان وابل من النيران تجاه مقهى "أبيل إيكيب" في زاوية شارع "شارون" وشارع "فيدارب"، وخلف الهجوم 18 قتيلاً. المشهد في مسرح "باتاكلان" كان الأكثر فزعا ورعبا، عندما اقتحم مسلحون لقاعته، التي تتسع ل1500 متفرج، وتناثرت الجثث على خلفية موسيقية، عزفت فيها "نسور الموت" اللحن الأخير، وظل الرهائن تحت قبضة الإرهابيون لعدة ساعات، حتى نجحت الشرطة الفرنسية في تحريرهم، إلا أن حصيلة الضحايا كانت الأكبر، فخلف الهجوم ما يقرب من 89 قتيلا. 4 أشهر مرت، ولم تكد فرنسا تتعافى من كبوتها، حتى استيقظ "البلجيك" على كارثة مروعة، ففي الثامنة صباحا بتوقيت بلجيكا، هزت أصوات الانفجارات مطار "بروكسل"، وسط حالة من الرعب والهلع، فالدخان يتصاعد من صالة المغادرة بالمطار، والركاب يفرون للنجاة بحياتهم، ولكن المشهد لم يخلو من الدمار والدماء، فما يقرب من 13 شخصا وقعوا ضحايا لتفجيرين انتحاريين بالمطار. وقبل أن تحاول قوات الشرطة والجيش في "بروكسل" من السيطرة على الوضع، وتمشيط المطار وإجلاء من تبقى من الركاب، وإسعاف الجرحى ونقلهم للمستشفيات، وقع انفجار آخر، وتناثرت أشلاء وسالت دماء جديدة على إثر عملية إرهابية مروعة، استهدفت محطات المترو ب"بروكسل"، لتصل حصيلة الدماء إلى الآن 34 قتيلًا، وما زالت هناك ضحايا عالقون في عربات المترو، تحاول فرق الإنقاذ الوصول إليهم. الرعب في بلجيكا ممتد حتى تلك اللحظة، فنجحت قوات الأمن من إنقاذ كارثة أخرى كانت محققة، عندما عثرت على 3 عبوات ناسفة، كانت جاهزة للانفجار بمطار "بروكسل"، قبل أن تخلي القصر الملكي من أفراد العائلة المالكة على إثر الاشتباه في أجسام غريبة، لتعيش بلجيكا أجواء من الهلع في النهار، كما عاشت فرساء ساعات من الحزن وسط الدماء والأشلاء في الليل.