"الأرامل الهنديات" يكسرن التقاليد ويشاركن في مهرجان الألوان

لقت أرونا سامادار بحفنة من المساحيق الملونة في الهواء، واستقرت الألوان الزرقاء والحمراء والخضراء المبهجة على ساريها الأبيض والنساء اللاتي يقفن إلى جوارها.
النساء من أمثال سامادار، في الهند، يمنعن من المشاركة في عيد هولي أو مهرجان الألوان الهندوسي، حيث يتوقع من ملايين الأرامل الهنديات أن يقضين ما تبقى من أعمارهن في عبادة دائمة مرتديات الملابس البيض، كما يمنعن عادة من المشاركة في جميع المهرجانات الدينية لأن حضورهن ينظر إليه كنذير شؤم، ومن ثم كان احتفال، اليوم، بالنسبة لسامادار مصدر سعادة حرمت منها طويلا.
وقالت سامادار، التي تبدو في منتصف الثلاثينات من العمر: "أنا سعيدة للغاية، هذه المرة الأولى منذ 12 عاما أشارك فيها في مهرجان الألوان، فأنا سعيدة، سعيدة للغاية"، فيما جعلت الألوان ساريها الأبيض والأرامل الأخريات من حولها يومض بألوان لا تعد ولا تحصى.
وتنبذ الأرامل في كثير من الأحيان من قبل أسرهم اللاتي يجبرهن على منعهن من اللجوء إلى المعابد.
وتشتهر مدينة فريندافان، في ولاية أوتار براديش، بأنها مدينة الأرامل لأنها تأوي الكثير منهم، وخلال السنوات الأخيرة وجدت النساء قدرا من الراحة والطمأنينة هنا.
وتنظم منظمة سولابة الدولية للخدمة الاجتماعية، مهرجان الألوان بشكل منتظم في فريندافان منذ عام 2013، وتجمعت أكثر من ألف أرملة أخرى في ساحة أحد أقدم معابد المدينة - الخاصة بالإله كريشنا، أحد الآلهة الهندوسية، ويقام مهرجان الألوان يوم الخميس هذا العام، لكن فريندافان والكثير من المناطق الأخرى في الهند يبدأ المهرجان قبل نحو أسبوع.
وينشد الكهنة الهنود، أبياتا دينية حيث تنثر الأرامل المساحيق الملونة ويلعبن بمسدسات الماء المليئة بالمياه الملونة، ويمتلئ الجو بتويجات الأزهار.