انتشرت، فى أيامنا هذه، ظاهرة كانت غريبة على مجتمعنا منذ بدايتها لكنها أصبحت الآن شيئاً معتاداً نراه يومياً، وهى الإسفاف فى كل شىء من أفعال وكلام سواء مكتوباً أو مسموعاً، وعادات وتقاليد تنحدر يوماً تلو الآخر وتُدخل مصطلحات ومعانى جديدة كل يوم على مجتمعنا. تعددت مشاهد العرى والإغراء والابتذال فى معظم الأفلام المُقدمة على الساحة منذ جيل التسعينيات وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من أى فيلم معروض حيث أصبح نجاح الفيلم متوقفاً على تلك المشاهد ليحقق أكبر نسبة من النجاح والمشاهدة. وليت الزمن توقف عند هذا الحد بل دخلت العديد من المصطلحات المبتذلة التى نسمعها فى الشوارع على سيناريو أى فيلم معروض حيث استخدمت تلك الألفاظ لجذب شريحة الشباب للتفاعل مع الأفلام وترويجها وانتشارها بأسرع صورة ممكنة، وانتشر كل هذا الإسفاف بعد تراجع دور الرقابة والإنتاج المحلى فى صناعة السينما تدريجياً ووقعت السينما الآن تحت هيمنة الإنتاج الخاص. ومن الطريف أننا نجد معظم الأفلام تحتوى على العديد من المشاهد والألفاظ المبتذلة وبجانب اسم الفيلم «للكبار فقط» وكأنما أصبحت هذه العبارة وسيلة جذب وإغراء أكثر لمشاهدة تلك النوعية من الأفلام! فما أسباب انحدار مجتمعنا لهذا الحد؟.. هل غياب الوعى أم الابتعاد عن الدين أم عدم التمسك بالعادات والقيم والأخلاق؟ أصبح شغل القنوات الشاغل هو ترويج الإعلانات عن العديد والعديد من المنتجات لتحقيق أعلى نسبة جذب ومشاهدة وأكبر ربح ممكن، وأيضاً ابتعد معظم الناس عن الدين، اليوم أصبح كثيرون لا يعرفون عن دينهم إلا القليل وساروا خلف مواقع التواصل الاجتماعى وغيرها التى تضيع أوقات الأفراد فى يومنا هذا، وأصبح لها دور فى شغل الشباب عن دينهم وعاداتهم وتقاليدهم. تتآكل الآن أعمارنا وأوقاتنا أثناء تضييعها فى أشياء لا جدوى منها ولا فائدة لها، فإذا أردنا الحفاظ على الصالح المتبقى من أنفسنا فيجب البحث أولاً عن ديننا وعدم التخلى عن عاداتنا وتقاليدنا والاتجاه إلى برامج الوعى والتثقيف كى نحافظ على الأجيال المقبلة وإلا سوف نساعد على تدميرهم أيضاً، فنحن مغيبون.