قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إنه لا يعتقد أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ستستخدم أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية، مضيفا، في تصريحات بثت اليوم، أن الإقدام على ذلك سيكون "انتحارا سياسيا". وقال لافروف لقناة روسيا اليوم التلفزيونية إن ما ظهر في الآونة الأخيرة من علامات على نقل أجزاء من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية، وهو تطور أزعج الحكومات الغربية، كان في إطار جهود الحكومة لتعزيز أمن تلك الأسلحة. وأضاف: "معلوماتنا هي أن أحدث التقارير بشأن نقل بعض الأسلحة الكيماوية كانت مرتبطة بخطوات اتخذتها الحكومة لتركيز المواد الكيماوية في موقعين، للتأكد من حمايتها بشكل كامل"، مؤكدا أن هذا يرتبط بالمعلومات التي وصلت إلى الأمريكيين. وكانت تقارير إعلامية نقلت عن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين قولهم، مطلع ديسمبر، إن أسلحة كيماوية سورية نُقلت ويمكن إعدادها للاستخدام، ردا على أي مكاسب كبيرة للمعارضين الذين يسعون للاطاحة بالأسد، في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ مارس 2011. وحذرت الولاياتالمتحدة من أنها ستتحرك ضد مثل هذا التصعيد، رغم أن سوريا قالت إنها لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها. ودافع لافروف في المقابلة عن رفض بلاده الضغط على الأسد كي يتنحى، وأكد معارضة بلاده للتدخل العسكري. وجدد انتقاد روسيا لخطط حلف شمال الأطلسي لنشر صواريخ باتريوت في تركيا، حيث يقول الحلف إن هذا يهدف لتعزيز دفاعات الدولة العضو به ضد أي هجوم صاروخي محتمل من سوريا. ولمح لافروف إلى أن الهدف الحقيقي قد يكون حماية منشأة رادار، ضمن نظام تبنيه الولاياتالمتحدة لحماية نفسها من هجمات محتملة من إيران. وتقول روسيا إن الدرع الصاروخية ستقوض أمنها، وهذه القضية مصدر إزعاج رئيسي للعلاقات الأمريكية - الروسية. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان نشر صواريخ باتريوت يستهدف "إيران أكثر من سوريا"، قال لافروف: "هذا ما يقوله البعض. ويشير الشكل الذي يطرح به في الإعلام حقا فيما يبدو إلى إمكانية استخدامه ضد إيران".