اللعب على وتر الفقر والعوز والحاجة، كان هو سلاح السلفيين والإخوان لإقناع أرامل قرية كفر الشناوى، بمركز فارسكور، دمياط، بالتصويت ب«نعم» فى الاستفتاء، والتصويت للدستور. «الوطن» بدورها قطعت ما يزيد على 25 كيلو، لتنتقل إلى القرية الفقيرة، وتتحاور مع الأرامل حول الرشاوى التى قدمها السلفيون والإخوان، لسيدات القرية، ليخرجن للتصويت ب«نعم»، وواجهت صعوبات عدة، أولاها صبرى أبوالمعاطى، عضو الحزب الوطنى المنحل سابقاً، والحرية والعدالة حالياً الذى حاول أن يمنع صحفييها لحظة نزولهم القرية، مهدداً بطردهم إن تحدثوا مع أحد من الحالات التى حصلت على رشاوى. الحاجة «كاميليا مصطفى أبوزايد»، 63 عاماً، تقيم بالمكان الذى استغل فيه السلفيون والإخوان حاجة الأرامل وأموال كفالة اليتيم فى الترويج للتصويت ب«نعم»، بقرية «كفر الشناوى» مركز فارسكور، أكدت ل«الوطن» حصولها على مبلغ مالى قدره 300 جنيه، وطلب منها المسئول عن توزيع النقود أن تذهب للتصويت ب«نعم» حتى تستقر البلد. وأشارت إلى أنهم أقنعوها بالتصويت ب«نعم» على الرغم من أنها لم تطلع على الدستور، ولا تعلم ما جاء بالمسودة، ولا تفهم شيئاً عن السياسة. وتابعت أبوزايد حديثها قائلة: «أعطانى أ.صبرى ورقاً يتحدث عن الدستور، قائلاً لى: «اذهبى بكره وصوّتى بنعم، كما أعطانى خلال هذا الأسبوع بطانية، وأكد علىّ بالذهاب للاستفتاء»، مشيرة إلى أن آخر مرة حصلت فيها على بطانية كان منذ عامين. أما الناشط السياسى، أحمد العجمى، فأكد أن توزيع الرشاوى الانتخابية للأرامل وقع بالفعل، وأنه اشتبك مع العاملين بكفالة اليتيم، عندما اكتشف توزيعهم مبالغ مالية بالتزامن مع منشورات للتصويت لصالح الدستور، محاولاً منعهم، إلا أنهم أصروا على فعلتهم، قائلين: «إحنا بنوزع رشاوى وبندعو الناس للتصويت بنعم إن كان عاجبك». وفى تصريح خاص ل«الوطن» قال العجمى: «عندما علمت بخبر توزيع العاملين بكفالة اليتيم بكفر الشناوى رشاوى انتخابية، ذهبت لمقر الكفالة للتحقق من صحته، فوجدتهم يوزعون الشهرية على الأرامل قبل موعدها، مقابل التصويت ب«نعم»، بالإضافة لتوزيع منشورات مكتوب عليها «نعم». وأضاف: «ما أثار دهشتى كثافة النساء الموجودات أمام الجمعية، وطلبت من شقيقى التصوير، وتحدثت مع العامل الذى يوزع المبالغ، وهو أحد السلفيين، وكان معه اثنان من أعضاء جماعة الإخوان، وحينما وجدوا شقيقى يصور، حاولوا منعه، وقال لى أحدهم: «مش عيب تهاجموا مقر الجمعية؟»، فكان ردى عليه: «أليس عيباً ما توزعونه من رشاوى انتخابية، مستغلين عباءة الدين، وحاجة الفقراء؟». وأوضح أنه تحدث مع إحدى الأرامل التى أكدت أنهم يقنعونهن بالتصويت بنعم. السيدة «ه.ا.ر» 45 عاماً، ربة منزل، بدا عليها الاضطراب، والقلق كما رفضت أن تظهر ملامحها، مؤكدة حصولها على المبلغ المعتاد كل ستة أشهر فى منتصف الشهر تحديداً دون توجيه للتصويت بنعم، أو لا، لكنها عادت لتقول: «أنا خايفة على أولادى أحسن يقتلوهم». وأضاف عبيد العجمى، مصور وشاهد على الواقعة منذ بدايتها، بقوله: «السلفيون وزعوا الشهريات قبل موعدها، وحينما ذهبنا لمقر الجمعية أنا وشقيقى، وجدنا كل من يخرج من الباب حاملاً ورقاً لتأييد الدستور، كما وصفنى أحدهم بالبلطجى لكشفى حقيقتهم».