يدلى المصريون، اليوم، بأصواتهم في المرحلة الثانية من استفتاء على دستور أعده إسلاميون، ويقول معارضون إنه سيزيد من الاضطراب. ومن المتوقع الموافقة على الدستور، بعد أن وافق عليه الناخبون في المرحلة الأولى من الاستفتاء قبل أسبوع. وأشارت المعارضة بالفعل إلى حدوث مخالفات قائلة إن وجود سلسلة من المخالفات يعني ضرورة إعادة الجولة الأولى من الاستفتاء التي جرت، السبت الماضي، وشملت نحو نصف عدد الناخبين. ويقول المؤيدون الإسلاميون للرئيس محمد مرسي الذي انتخب في يونيو الماضي، إن الدستور مهم لنقل مصر إلى الديمقراطية بعد عامين من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية. ويقولون إنه سيساعد في إعادة الاستقرار اللازم لإصلاح اقتصاد مترنح. وإذا أجيز الدستور ستجري انتخابات برلمانية في غضون شهرين تقريبا. وتفتح مراكز الاقتراع في الساعة الثامنة صباحا، وتغلق في الساعة السابعة مساء، على الرغم من أنه من المحتمل تمديد فترة التصويت مثلما حدث في الأسبوع الماضي. ومن المرجح معرفة النتائج غير الرسمية في غضون ساعات، ولكن لجنة الانتخابات ربما لا تعلن نتيجة رسمية للجولتين قبل يوم الاثنين بعد النظر في طعون. وتقول المعارضة إن الدستور مثير للانقسام وتتهم مرسي بتمرير وثيقة تحابي حلفاءه الإسلاميين وتتجاهل حقوق المسيحيين الذين يشكلون نحو عشرة في المئة من سكان مصر بالإضافة إلى المرأة. وقال أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار وعضو جبهة الإنقاذ الوطني، إنه يتوقع حدوث مزيد من الاضطرابات. وفي اشارة إلى ما وصفه بانتهاكات خطيرة في المرحلة الأولى من الاستفتاء، قال سعيد إن الغضب ضد مرسي وحلفائه الإسلاميين يتزايد. وأضاف أن الناس لن يقبلوا الطريقة التي يعالجون بها الوضع. وشابت أعمال عنف أدت لسقوط قتلى الفترة التي سبقت الاستفتاء. وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في احتجاجات أمام قصر الرئاسة في القاهرة، في وقت سابق من الشهر الجاري. ووقعت اشتباكات من جديد بين إسلاميين ومعارضين لهم، أمس، في الإسكندرية، حيث تبادل الجانبان الرشق بالحجارة أمام مسجد القائد إبراهيم. وأحرقت حافلتان في الوقت الذي حاولت الشرطة الفصل بين الطرفين بالغاز المسيل للدموع. وقالت النتائج غير الرسمية في وسائل الإعلام الرسمية إن 57 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم في الأسبوع الماضي أيدوا الدستور. وقال محللون إن من المرجح أن تسفر المرحلة الثانية عن تصويت آخر بنعم للدستور، ربما بفارق أكبر لأنها ستجرى في العديد من المناطق الريفية والمناطق الأخرى التي ينظر إليها على أنها أكثر تعاطفا مع الإسلاميين. ويقول المعارضون أيضا إن تصويت، اليوم، قد يذهب لصالح مرسي بشكل جيد، ولكنهم يقولون إن هذا سيكون بسبب حدوث مزيد من المخالفات. ويرفض الإسلاميون مثل هذه الاتهامات ويقولون إنهم واثقون من تحقيق فوز أكبر. وقال محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن الدستور حاسم لإجراء انتخابات برلمانية واستكمال عملية انشاء المؤسسات الأساسية للدولة. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في مصر 51 مليون شخص. وتقرر إجراء الاستفتاء على مرحلتين بعد أن رفض قضاة كثيرون الإشراف على الانتخابات ما كان يعني عدم وجود عدد كاف لإجراء الاستفتاء في يوم واحد في كل أنحاء مصر. وتمت الموافقة على الدستور في المرحلة الأولى بفارق ضئيل بما يكفي لتعزيز حجج المعارضة بأن هذا الدستور مثير للانقسام. ويتهم المعارضون الإسلاميين باستغلال الدين لاجتذاب الناخبين. وتضم المعارضة ليبراليين ويساريين ومسيحيين وإسلاميين ذوي توجهات أكثر اعتدالا. ويرفض الإسلاميون، الذين فازوا في انتخابات متعاقبة منذ إسقاط مبارك، وإن كان بفارق بسيط، الاتهامات بأنهم يستخدمون الدين ويقولون إن الدستور يعكس رغبة أغلبية في البلاد حيث إن معظم الشعب من المسلمين.