اعاد مارثوان الانتخابات الرئاسية الذي ازداد اشتعالا في الايام الاخيرة ، الحديث مرة اخرى عن اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر واسرائيل ، حيث مثلت تلك الاتفاقية محورا هاما في برنامج كل مرشح وفي تحديد موقفه من اسرائيل وملامح سياسته الخارجية ، وبينما حرص معظم المرشحين على اعلانه التزامه بالاتفاقية ، تباينت الآراء بين قطاعات الشعب المصري وفي قلبهم طلبة الجامعات من تلك الاتفاقية ومن ضرورة تعديلها او حتى الغائها اذا لزم الامر . فقد سادت حالة من الانقسام بين طلبة الجامعة حول اتفاقية كامب ديفيد التي رأي البعض أنها سبب " النكسة والعار" الذي حل بالمصريين منذ اليوم الأول من توقيع إتفاقية معاهدة السلام مع اسرائيل ، وعلي الجانب الاخر رأي البعض أنها "القشة " التي تعلق بها المصريين لنجاتهم من الغرق من ويلات الحرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت ستدخل في الحرب اذا استمرت مصر في حربها مع اسرائيل ، لذا جاء هذا القرار استراتيجيا من الرئيس السادات . "الوادي" التقت نماذج مختلفة من طلاب الجامعات لمعرفة ماذا يدور في ذهن الشباب حول تلك الاتفاقية ومستقبل العلاقة بين مصر واسرائيل. في البداية يصف محمود سيد "طالب بكلية الحقوق" اتفاقية كامب ديفيد بانها "صك عبودية" استعبد شريحة كبيرة من الشعب ، فمنذ يوم 9/9 الماضي، يوم جمعة "تصحيح المسار" والفضائيات لا هم لها سوى مناقشة تداعيات احداث اتجاه الثوار المصريين صوب السفارة الاسرائيلية وتحطيم الجدار العازل وانزال العلم الاسرائيلى للمرة الثانية واقتحام مبنى السفارة وبعثرة اوراقها ، وكل من شاهد تلك الاحداث تصيبه الدهشة من جرأة الثوار وقدرتهم على التحدى اضافة الي أنها المرة الأولى التى نرى فيها التحدى كقيمة متجذرة فى نفوس الثوار بهذا الشكل الذى أثلج صدور ملايين من المصريين عاشوا عقودا طويلة يرتعدون خوفا من مجرد المرور من الشارع الذى تقطن فيه سفارة العدو الصهيونى بالجيزة اما نور علي "طالبة بكلية فنون جميلة " فتؤكد ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة والمفروض اننا حاربنا لنسترد ارض العرب وتحريرها لكن لم يحدث هذا واصبحنا مكبلين باتفاقية فعلا هي اتفاقية عار ولو استفتى السادات الشعب لما وافق عليها لأنها لا تعبر الا عن حالة خنوع اتسم بها الموقف العربي واستمررنا فيها نحن بعدم الموافقة علي تعديل بعض البنود التي ترضخ الجانب المصري فيما تختلف معها في الرأي أمنية سليمان "طالبة بكلية الاعلام " قائلة "فعلا اغبية اللى مش عاجبهم السادات ولا اتفاقيه كامب ديفيد ، لو فكروا سيجدوا ان السادات كان "حاسبها صح و" تخيلوا لو كان فضل السادات لحد دلوقت والله ما كان حد قدر يكلمنا مش زى المخلوع الله يحرقه". ويتفق معها في الرأي خالد المصري "طالب بكلية الاعلام" مؤكدا ان الاتفاقية "عين العقل" لان مصر فى هذا الوقت قد مرت بضعف بعد قوتها فى الحرب واذا كانت خاضت حرب اخرى لفقدت ارضها باكملها. اما أحمد رجب "طالب بكلية التجاره" فيقول "انا مش هقول السادات كان خاين " الا ان سبب الورطة اللي وقعنا فيها هو ان السادات كان ديكتاتور واتخذ القرار بمفرده على اساس ان"محدش فاهم غيره" في المقابل يشيد علي يوسف " طالب بكلية التجارة" بقرار السادات توقيع الاتفاقية ، مشيرا الى انه قرار استراتيجي ، حيث ان مصر لم يكن في مقدروها مواجهة الولاياتالمتحدة اذ استمرت في حربها مع اسرائيل فيما يرى محمد خليفة "طالب بكلية دار علوم" ان المعترضين على الاتفاقية يجب ان يعلموا انه تم توقيعها منذ أكثر من 30 سنة وعند الحكم عليها يجب ان نضع انفسنا فى نفس هذا التوقيت ثم نحكم ، واسرائيل كانت تريد استمرار حالة "لاسلم ولاحرب" التي حدثت بعد حرب 73، حتي تظل محتفظة باكبر مساحة من الارض فى سيناء والظروف حينها لم تكن تسمح بافضل من هذا وعلى العكس يؤكد أشرف عبد الرحمن "طالب بكلية دار علوم" أن الظروف وقت توقيع الاتفاقية كانت تسمح بالكثير و لكن السادات كان يطيع أوامر امريكا و يبيع المسجد الاقصى ، مضيفا "منذ قبول قرار 242 و العرب قبلوا بالسلام مع اسرائيل و المشكلة كانت بينه و بين الاخرين في انه قبل التفاوض منفردا على حين كانت اتفاقيات العرب معا انهم سيربطون المسارات معا (فلسطين 67- سيناء- الجولان- الاردن) و لكن السادات لم يفي بهذا التعهد و قبل التفاوض منفردا و الحصول على مكاسب في مقابل تضييع الاخرين ، اما الزعماء الاخرين فكلهم خونة و ليسو افضل منه". ويختلف معه احمد مراد "طالب بكلية دار علوم" حيث يري أن السادات لم يترك العرب بل عندما ذهب الى الكنيست في خطابه اكد انه جاء من اجل السلام الشامل العادل وانسحاب اسرائيل لحدود 4 يونيو 67 ، مضيفا "السادات كان سياسي كبير ولديه بعد نظر ، بينما العرب لا ينظرون لأبعد من انوفهم فهاجموه وشتموه في كل البلاد ، كما انه كان مسئولا عن بلد كامل منهك يريد إصلاحه ، فاتخذ القرار الذي عادت به الارض المصرية المحتلة واعطي فرصة للبلد في ان تتعافى ومن يهاجم كامب ديفيد ، عليه ان يقول لنا كيف سيكون وضعنا الحالي اذا لم تكن هناك كامب ديفيد؟! ، متسائلا هل كنا نستطيع تحرير بقية سيناء بالقوة؟!".