قال المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب، إن القوى السياسية وخاصة العلمانية منها تحرق نفسها سياسيا، دون أن تدري، من خلال اتباعها استراتيجية الصوت العالي والتواجد في الشارع عبر الاعتصامات والمظاهرات وليس عبر تواجد حقيقي يلمس متطلبات المواطنين وآمالهم. وأضاف حبيب عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن بعض المجموعات السياسية والثورية، تحاول القيام بدورها كجماعات ضغط، ولكنها تحصر حركتها في فرض الرأي في الشارع، من خلال الاعتصامات والتوترات، وربما التظاهر العنيف، موضحا أن التظاهر واحد فقط من أدوات جماعات الضغط، أو القوى السياسية غير الحزبية التي لا تشارك في التنافس السياسي، مشيرا الى أن هناك العديد من الوسائل الأخرى، التي توعي الرأي العام، وتضغط على القوى السياسية الأخرى، لتبني موقف معين. وتحتاج هذه المجموعات لتطوير عملها وترشيد، لأن دورها مهم، ولا يقل أهمية عن دور الأحزاب السياسي. وتابع "‘ن أستراتيجة الصوت العالي، ربما تحقق تواجدا وتاثيرا مرحليا، ولكنها تؤدي إلى خسائر مستقبلية، مؤكدا أن العديد من القوى السياسية، خاصة العلمانية، والتي تراهن على فرض وجودها في الشارع، لا تدرك أنها تحرق نفسها سياسيا، وأنها تضحي بدورها المستقبلي من أجل تحقيق حضور آني وعاجل ,معتبرا الحضور الصاخب، يحدث سريعا ويذهب سريعا أيضا". واختتم حبيب قائلا "بعض القوى ترى أنها لم تحقق طموحها من خلال صندوق الاقتراع، فتحاول توسيع دورها السياسي من خلال المعارضة المستمرة، والبعض يلجأ الى التظاهر العنيف، والبعض يلجأ لتوتير الشارع، ورفع شعارات إسقاط النظام" ، وفى نفس السياق, أكد أن تلك السبل لا تؤدي إلى توسيع القاعدة الشعبية لهذه القوى، ولكن تؤدي إلى توسيع ظهورها الإعلامي، وفي نفس الوقت تلحق بها ضررا شعبيا، لأنها تصبح المسئولة عن التوتر السياسي".