افتتح الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية مؤتمر العلماء العرب المغتربين، والذي عقد بمقر الأمانة العامة بالجامعة العربية امس الثلاثاء، بحضور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى، ونادية زخارى وزيرة البحث العلمى بمصر، ووائل الدليمى رئيس جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا فى الوطن العربى بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ومحمد العزيز بن عاشور مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة "الكسو". وجاء عقد هذا المؤتمر تزامنا مع احتفالات الجامعة العربية بيوم المغترب العربي، والذي يجمع نخبة من أبناء الأمة العربية المقيمين فى الخارج من العلماء الذين يعكسون صورة إيجابية عن العرب أمام المجتمعات التي يعيشون فيها. وأشار العربي خلال كلمته الإفتتاحية إلى حرص الجامعة العربية ومنذ فترة على إنشاء روابط وصلات قوية بينهم وبين أوطانهم في العالم العربي، مشيرا الى أن هجرة العقول والكفاءات العلمية والفنية خلقت تفاعلاً خلاقاً بين الحضارات منذ القدم، وأن هذا النوع من الهجرة له جانب سلبي يتمثل في هجرة العقول التي يمكن أن تؤثر على التقدم العلمي في الدول النامية. وأضاف قائلا.. أن هناك جانب إيجابي ووعياً بأهمية الجانب الإيجابي لهذا النوع، وبالدور الذي يمكن لهذه الكفاءات المهاجرة أن تقوم به في دفع عجلة التنمية في الوطن العربي. كما أشار إلى بدء الجامعة العربية منذ عام 1974 بالاهتمام بإزالة العوائق أمام جذب هذه الكفاءات للمساهمة في جهود التنمية العربية، وقال أن الاهتمام بالكفاءات العربية المهاجرة خارج الوطن العربي، وتقوية صلتها بالوطن الأم، والعمل على توفير بيئة مناسبة لتوطين وإنتاج المعرفة بما يعزز الاستفادة من هذه الكفاءات في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية بالدول العربية، من ضمن أولويات الجامعة العربية في الوقت الراهن، مؤكدا على ضرورة إعادة بناء الدول العربية بعد الثورات والأحداث التي مرت بها مؤخراً، وقال أنها بحاجة دائمة لجهد مكثف من كل أبناء الأمة العربية في الداخل والخارج، مضيفا أن الوطن العربي لديه ذخيرة كبيرة من الكفاءات المهاجرة تصل إلى ثلث هجرة الكفاءات من البلاد النامية، عرضا لإشارة منظمة العمل العربية إلى أن أكثر من 450 ألفاً من حَمَلة الشهادات العليا الحيوية للاقتصاد استقروا في السنوات العشر الماضية في الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول مل استراليا. واستطرد العربي قائلا .. شاهدت مدى قوة الجاليات العربية في أمريكا الجنوبية عندما كنت في بيرو، مؤكدا أن هذه الكفاءات المهاجرة بما تمتلكه من خبرات متراكمة نتيجة تميزهم العلمي واحتكاكهم بتلك المجتمعات المتقدمة لعقود متتالية يشكلون ثروة بشرية بالغة الأهمية على المستوى العلمي والحضاري والاقتصادي وأيضاً لابد أن يكون على المستوى السياسي، ومن ثم لابد من السعي الدءوب للتواصل معهم وتعزيز الاستفادة منهم علمياً واقتصادياً وسياسياً وإعلامياً والعمل على إيجاد الآليات التي تمكنهم من المساهمة الفعالة في عمليات البناء والتنمية وطنياً وعربياً، مضيفا أنه في بعض الدول وبالتحديد في الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا هناك جاليات عربية كبيرة متقدمة في جميع المجالات ولكن ليس لها صوت مسموع فى القضايا العربية، ولا شك أن منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً هاماً في التواصل وإقامة التحالفات بين الشعوب بعيداً عن سياسات الدول والحكومات تجاه بعضها البعض.