امتدت أعمال العنف في سوريا الأسبوع الماضي خارج حدود البلاد, الأمر الذي حول الحرب الأهلية في البلاد إلى صراع إقليمي. من هذا المنطلق حاورت "دير شبيغل" وزير الخارجية الإيراني, علي أكبر صالحي, حول دعم بلاده المستمر للمستبد بشار الأسد, والدور الحساس لل"ناتو" في المنطقة والبرنامج النووي الإيراني. وقالت "شبيغل" أن صالحي دعا الطرفين السوري والتركي لضبط النفس, مشيرا إلى أن الآلاف في سوريا يقاتلون ضد حكومة الأسد, وقد تم تسليحهم لهذا الغرض, مؤكدا أن بلاده لن يكون لديها أي اعتراض إذا استمرت تركيا في الرد على نطاق واسع خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة. وأوضح صالحي أنه لا يربط المسلحين في سوريا بدولة أو تنظيم محدد, ولكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن تلك القوات المسلحة التي تتسلل إلى سوريا تستهدف تدويل الصراع, ردا على تساؤل "شبيجل" عما إذا كانت المعارضة السورية هي المسئولة عن التسليح أم الإرهابيون من تنظيم القاعدة الدولي. وأكد صالحي على حق كل دولة في الدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم. مشيرا إلى أنه أعرب عن تقديره للرئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان، الذي وصفه ب"رجل الدولة الحكيم، عندما أسقط السوريون مقاتلة تركيا في يونيو الماضي، وامتنعت أنقرة رغم ذلك عن شن هجوم مضاد. وقال صالحي أنه من غير المناسب أن يوجه النصح أو المشورة للتحالف العسكري الغربي "ناتو"، محذرا في الوقت ذاته ال"ناتو" من ارتكاب خطأ يؤدي إلى تأزم الوضع. ونوه صالحي إلى أن هناك دفع من الخارج لتغيير نظام الأسد, سواء كان من السعودية وقطر أم أمريكا وإسرائيل, وقد أثبتت التجارب في العراق أن بعض القوى تلجأ لكل الوسائل للتلاعب مثلما اتهمت الولاياتالمتحدة صدام حسين بإنتاج أسلحة دمار شامل لإضفاء الشرعية على الحرب ضد بغداد, وهو الأمر الذي لن تسمح بلاده بتكراره مع الأسد. ووجهت "شبيجل" تساؤلا لوزير الخارجية الإيراني حول رد فعل بلاده على دعوة الرئيس المصري طهران لإعادة النظر في موقفها, وبرغم ذلك تواصل حكومة بلاده إرسال الأسلحة على دمشق -وفقا لمعلومات من أجهزة الاستخبارات الغربية-، إلى جانب إمداد النظام بالمستشارين العسكريين وحتى النخبة من قوات الحرس الثوري. ورد صالحي أن الجيش السوري يتكون من 500 ألف رجل، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لأي قوات من إيران, معترفا بقيام بلاده ببيع للأسلحة لدمشق قبل اندلاع الأزمة. واعتبر وزير الخارجية الإيراني إرسال بلاده المستشارين العسكريين لدمشق أمرا طبيعيا تماما, مؤكدا أن كل دولة ترسل مثل تلك الخبرات للحكومات الحليفة, موضحا أن العقوبات الدولية ضد إيران أجبرت بلاده على بناء صناعة الدفاع الخاصة بها, وقد نجحت بشكل كبير في بيع منتجاتها. ونوه صالحي إلى أن الخط الأحمر الذي لن يسمح للأسد بتخطيه هو استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، مؤكدا أن الحكومة التي تقدم على ذلك تفقد شرعيتها. وشدد صالحي على إصرار بلاده على تخصيب اليورانيوم لاستخدام الطاقة النووية في أغراض سليمة، مؤكدا على عدم وجود دليل واحد يثبت سعي إيران لاستخدامه في أغراض حربية. ونفي وزير الخارجية الإيراني اختبار رؤوس نووية في إيران كما زعم بعض المفتشين الدوليين, مؤكدا أن تلك الأبحاث النووية تترك أثارا لا يمكن محوها تماما. وحول تشديد العقوبات على إيران، لفت صالحي أن تلك العقوبات لا تشكل مشكلة كبيرة رغم أنها تخلق صعوبات, مشيرا إلى أن الإيرانيين تمكنوا على مدار 30 عاما من التعايش مع إجراءات المقاطعة التي جعلتهم مستقلين وأقوياء.