اشتعل سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر انعقادها يوم، الثلاثاء، 6 نوفمبر القادم وبلغ ذروته بين كلا من الرئيس باراك أوباما مرشح الحزب الديمقراطي، ورومني مرشح الحزب الجمهوري، بعد المناظرة الأولى التي جمعت بيت كلا المرشحين فجر يوم الخميس، وبدا رومني أكثر وضوحاً وإقناعاً. ويعد الحزب الجمهوري في الولاياتالمتحدةالأمريكية هو أحد الحزبين السياسيين الرئيسيين مع الحزب الآخر وهو الديمقراطي، وتولي مايكل ستيل رئاسة الحزب الجمهوري - ليكون أول رئيسا للحزب من أصل إفريقي- بعد أسابيع قليلة من انتخاب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة في 2008. ويركن الحزب الجمهوري في سياسته على المساواة وتكافؤ الفرص والحفاظ على تماسك الأسرة عبر رفض تشريع قوانين مثل زواج المثليين. كما يرفض زيادة الضرائب على المواطنين الأمريكيين وأصحاب الدخل المحدود. ويرجع الفضل للحزب الجمهوري في تبني السياسات التي أفضت إلى تحرير الأمريكيين الذين ينتمون إلى أصول إفريقية من العبودية والتمييز حيث انبثقت فكرة تأسيس الحزب من تحرير العبيد في القرن التاسع عشر. وفي انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008 رشح الحزب الجمهوري السيناتور جون ماكين لرئاسة البيت الأبيض في أكبر انتخابات شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية, إلا أن الحزب تعرض لخسارة كبيرة حيث فاز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بكرسي الرئاسة. وعلاوة على ما سبق فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ وذلك ب 54 مقعد مقابل 40 مقعد فقط للحزب الجمهوري، كما فاز الحزب الديمقراطي أيضا بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي، وبذلك تعرض الحزب الجمهوري لضربة قاسية وخسارة كبيرة من جراء إدارة جورج بوش وما تسببت به من حروب ودمار وأزمات اقتصادية للولايات المتحدة والعالم. على الجانب الآخر يعد الحزب الديمقراطي أقدم الأحزاب السياسية المعاصرة, وتعود أصول الحزب إلى ما كان يسمى بالحزب الجمهوري – الديمقراطي، الذي تأسس عام 1972 على يد توماس وجيمس ماديسون وغيرهم من معارضي النزعة "الفيدرالية" في السياسة الأمريكية، ثم تشكل باسمه الحالي تحت قيادة الرئيس آندرو جاكسون, الذي ناصر مبادئ جيفرسون عند انقسام الحزب في عهده (1828-1838). وعرف الحزب الديمقراطي بعد ذلك بالفكر المحافظ وارتبط اسمه بحماية مؤسسة العبودية قبيل الحرب للأهلية الأمركية التي نشبت عام 1862، لكنه تحول جذريا تحت قيادة الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1932 أصبح ممثلا للتيارات الليبرالية ومناصرا للنقابات العمالية والتدخل الحكومي في الاقتصاد، ولا يزال الحزب مرتبطا بما يسمى بالأفكار التقدمية إلى اليوم. وتعتبر فترات حكم الديمقراطيين في أمريكا فترات رخاء اجتماعي وازدهار اقتصادي وحروب قليلة كما في عهد بيل كلينتون الذي حقق فائض تجاريا في الميزانية قدر ب 559 مليار دولار.