مارست تقريبا كل الطوائف والفئات حقها فى الاضراب بدءاً من عمال النظافة وانتهاءً بأساتذة الجامعات، وجاء الدور على عمال الضفائر الكهربائية للسيارات كى يمارسوا حقهم في الإضراب كغيرهم. إنه مصنع " سوموتو إيجيبت وايرنج سيستيمز " المعروف بمصنع الضفائر بالمنطقة الصناعية جنوب بورسعيد ، وهو متخصص فى إنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات، يرأس مجلس إدارته رجل أعمال يابانى عضوه المنتدب إنجليزى الجنسية. وكما هو الحال فى غالبية مصانع القطاع الخاص، كان لعمال الضفائر مشكلاتهم مع إدارة الشركة ومطالبهم التى يرونها مشروعة، إلا أن هذا لم يؤثر فى سير العمل بالمصنع وانتظامه ، ولكن ما فاقم الأوضاع مؤخراً وانتهى إلى اضراب كل العاملين بالمصنع عن العمل واعتصامهم بداخله منذ أسبوع هو الإجراءات التعسفية التى أخذت إدارة الشركة فى انتهاجها فى الأشهر الأخيرة ، والتى أدت إلى تسريح أكثر من 1500 عاملاً بفصلهم تعسفياً أو إجبارهم على الاستقالة. فإلى جانب المعاملة المهينة من جانب المشرفين الأجانب، كان هناك إلغاء التعاقد على تقديم الخدمات الصحية للعمال، والمبالغة فى توقيع الجزاءات على نحو غير مبرر، وتقليل خدمات المواصلات بما أدى إلى تعسر وصول العمال إلى المصنع، وتشغيل الفتيات العاملات إلى الساعة الحادية عشر ليلاً مما يعرضهن للمخاطر سيما وأن المصنع خارج عمران المدينة، والأدهى تخفيض أجور العمال بنسبة 17% بتشغيلهم خمسة أيام فقط فى الأسبوع ومنحهم أجازة إجبارية غير مدفوعة الأجر فى اليوم السادس. بمجرد إعلان العمال إضرابهم عن العمل لإثناء إدارة الشركة عن إجراءاتها المتعسفة والمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة، وصرف بدل مخاطر، وحصة فى الأرباح، قررت الشركة سحب جميع أطقم الإدارة من المصنع، وهو إجراء دأبت الشركات على إتباعه فى الآونة الأخيرة فى الحالات المماثلة كوسيلة ضغظ على العمال. وهو ما اضطر العمال إلى تكوين لجان من بينهم تختص بالأمن للمحافظة على المصنع وحمايته، وبالإعاشة، والتفاوض. تكونت اللجنة المخصصة التفاوض من 10 عمال اختارهم زملائهم ومنحهوم تفويضات مكتوبة للتحدث باسمهم. تدخل لإنهاء إضراب عمال الضفائر وإعتصامهم "محمد صادق" عضو مجلس الشورى عن حزب الحرية والعدالة، و"على فودة" المرشح السابق لعضوية مجلس الشعب عن حزب النور، و"أحمد الغزاوى" رئيس أتحاد العمال المحلى ببورسعيد ، بالإضافة إلى ممثلين عن القوى العاملة وهيئة الإستثمار، وتوصلوا لاتفاق مع إدارة الشركة، إلا أن العمال رفضوا هذا الإتفاق بالإجماع. وزار العمال المعتصمون مجموعات من النشطاء بمحافظة بورسعيد من بينهم أعضاء بحركة 6 إبريل، والإشتراكيين الثوريين، ومركز مساواة لحقوق الإنسان . يأتى إضاب الضفائر ضمن سلسلة من الإحتجاجات العمالية تشهدها المصانع الخاصة الإستثمارية بمحافظة بورسعيد ، كان آخرها إضاراب مصنع برسيل والذى إستمر لإسبوعين وإنتهى بإستجابة الشركة للكثير من مظالب العمال بعد تهديدها بغلق المصنع.