أول يوم دراسي من كل عام يعتبره الكثيرون عيدا له فرحة ومذاق خاص لشراء المستلزمات الدراسية والزي المدرسى الجديد الذى لا يتغير كثيرا عن العام الذي يسبقه، فهل هذه الفرحة مازالت موجودة؟!. بدأ عبدالرحمن موسى طالب بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة إبراهيم عبدالقادر المازني الإعدادية بنين بقوله "محستش بحزن ولا بفرحه" فالمدارس عموما بها أشياء جميلة وأخرى سيئة مثل معاملة المدرسين، وهو ما يحزننى جدا وفي نفس الوقت يفرحني إذا كانت معاملة المدرسين معى جيدة، وكلما كبرت قلت هذه الفرحة مع الأسف، وما يزعجني هو الاستيقاظ مبكرا حتى أصحابي أصبحوا خارج المدرسة وزملائي جميعهم تغيروا و"زمان كنا بنتجمع عشان نخرج"، لكن الآن كلا منا أصبح في مدرسة مختلفة بعد الانتهاء من المرحلة الإبتدائية، وبالتأكيد كانت الفرحة اكبر في المرحلة الابتدائية اما الاعدادية فكانت المعاملة سيئة جدا من قبل المعلمين لنا وتحفظات على الملابس ,"وتلاكيك" للطلاب فأحد المدرسين قام بضرب صديق لي لعدم معرفته اجابة السؤال ولا يستحق كل هذا الضرب رغم إلغائه بالمدارس من وزارة التربية والتعليم "وده على حد علمي", بالاضافة الى المناهج أصبحت أكثر صعوبة, وفرحتي في أول يوم دراسي كانت بالصف الأول والثاني الإبتدائي فقط. ويضيف محمد موسى طالب بالصف السادس الإبتدائي فرحتى فقط لمقابلتي لأصدقائي وكانت فرحتى لا توصف بالعام الماضي أما هذا العام لا يوجد فرحة لأني أشعر بمسؤلية لأنها شهادة, وأكثر ما يسعدنى حصة الألعاب أما حصة الموسيقى غير موجودة وأنا غاوي عزف وأتدرب على آلة الطبلة, والواجبات كتيرة والصحيان بدري هو ما أكرهه, وبحصص الألعاب نقوم بجمع الزبالة حتى نستطيع ممارسة الرياضة. ويتذكر محمد كمال طالب بكلية الحقوق جامعة عين شمس أن أجمل أيام الدراسة بحياته هى الأيام الأولى خاصة المرحلة الإبتدائية لعدم وجود هموم أما الإعدادية والثانوية فهى جميلة أيضا ولها مذاق وشكل مختلف, أما الجامعة تختلف إلى حد ما عن المدرسة خاصة الأسبوع الاول والذى يستقبل به الطلاب الجدد لإرشادهم للاشتراك بالأسر والأنشطة المختلفة باعتبارنا "طلاب قدام" ،موضحا إلى عدم وجود طريق موضح للسير عليه كما بالثانوية العامة قائلا "أنا دخلت لقيت إنى لوحدى محدش يعرف ومحدش فاهم". يقول الدكتور كمال مغيث ان البلد كلها مصابة بحالة اكتئاب وحزن من طلاب وأولياء أمور عندما فرحنا بالرئيس الجديد لأنه لم يكن من العصابة السابقة لم تكتمل فرحتنا, فالحقيقة انه اصعب من العصابة السابقة فهو يحافظ على آليات العصابة وآليات الاخوان ويصمم على ترسيخ جميع القيادات بمؤسسات الدولة. وأكد الدكتور محمد عبد المجيد طبيب نفسي بإحدى المستشفيات الخاصة أن طريقة الضرب أو المعاملة السيئة تضيف لطفل سلوكيات ومشاعر سلبية يمكن أن تتطور فى العديد من الحالات لتخلق مجرم أو تخلق شخص ضعيف ليس له رأي وهى السبب الأول فى اختفاء الفرحة بعودة الدراسة فاصبح العقاب مرتبط في ذهنه بالمدرسة، وأضاف بأنه يجب الاهتمام بالأسبوع الأول للدراسة لإنه يجعل الطفل فى حالة استعداد لبدء الدراسة طوال العام بنفس حماس ونشاط اليوم الأول، مشيرا إلى أن الاهتمام بالفرحة الأولى التى يشعر بها الطفل هو الانطباع الأول والأخير عن تلك السنة الدراسية وطوال سنوات الدراسة إلى يوم التخرج.