كتب - نورهان طمان وريهام بهاء ومعتز الجمل منذ بداية الثورة المصرية وجدران محمد محمود أشبه باللوحة الفنية الشاهدة على أحداث الثورة ودماء الشهداء التى سالت فداء لأرض هذا الوطن. وكانت الجدران شاهدة على إبداع العديد من الموهوبين والفنانين الذين بذلوا مجهود عالى لتقدير كل شهيد فى كل الأحداث التى مضت ومدت بها البلاد. وبعد أن هدأت الأمور وبدأت الحكومة الجديدة بتطوير الميدان لإعادته على مظهره السابق الذى كان عليه قبل الثورة تم تجديد حديقته وإعادة رصف محيط الميدان بالإضافة إلى تنظيف جدران محمد محمود وإزالة كل الجرافيت المرسوم عليها وهذا الأمر أغضب العديد من الثوار ومصممى الجرافيت الذى أقروا أن هذه الرسومات لا تعتبر مجرد رسومات لبعض أشخاص لكنها تعد بمسابة لوحة فنية تذكارية لأحداث الثورة وشاهد على الظلم الذى شاهده هذا الشعب فى ظل النظام السابق. وأعتبروا محو الجرافيت ظلم لحقوق الثورة والثوار وإهدار لدماء الشهداء فبدأت ثورة الجرافيت حيث رسم أول جرافيت فى الثورة الثانية (أمسح كمان يا نظام جبان) ولم يكن كل المشاركين من كلية الفنون الجميله بل كان هناك موهوبين ومصممين جرافيك لأفلام الكارتون ومن أبرزهم (ليلى ماجد) و(ماريو) وهم متواجدين حتى الأنتهاء من رسم الجرافيت مرة أخرى. وقالت "ليلى ماجد" أنهم أتو لإعادة الرسم مرة أخرى حتى لا تمحى ذكريات الثورة وذكرى الشهداء وكما ذكرت أنهم قاموا بالدعوه ليوم الجمعة من الساعة 8 صباحاً، وقاموا بشراء الخامات من مالهم الخاص ولم تكن هناك أى جهات تمويل سواء من كان يرغب فى المشاركة من فنانين وموهوبين ومشاركين. وقالت "إيمى" أحد المشاركين فى إعادة رسم الجرافيت، أن دعوتهم كانت عامه ولم تشمل فئة معينه بل كانت لجميع الفنانين التشكيلين وجميع الموهوبين وكل من يرغب فى المشاركة وأفادت أنهم قاموا بجمع الأموال من بعضهم البعض ولم يكن هناك مبلغ معين للمساهمه ولكن جمعوا المبلغ من العمله المعدنية. وفى تمام الساعة ال9 صباحاً كان التواجد الأمنى محدود حيث كان هناك فرد أمن داخلية واحد أمام شارع محمد محمود، وسيارتان أمن مركزى وسيارة نجده واحدة أمام شارع التحرير وسيارة شرطة واحدة فى وسط الميدان، إضافة إلى 35 فرد أمن أمام مجمع التحرير. ومن جانب أخر كانت هناك أشخاص مجتمعة فى بداية شارع محمد محمود يرددون شعارات أولتراس أهلاوى ثم بدأوا بالدخول إلى الشارع وكان الأمر الغريب هو تشاجر شخصين من المتواجدين داخل الشارع معترضين على ترديد شعارات ألتراس وقاموا بسؤالهم لماذا ترددون شعارات ألتراس وأنتم لا تنتمون للمجموعة وكانت الإجابة ولماذا لا نرددها نحن أحرار نغنى ما نشاء فى أى وقت. وفى تمام الساعة 11 صباحاً تم تعزيز قوات الأمن بشكل ملحوظ حيث كانت هناك قيادات من الشرطة لوائين وأربعة على رتبه نقيب وثلاثة على رتبة ملازم أول بالإضافة إلى العساكر وكانوا متواجدين بوسط الميدان. كما حدثت بعض مشاحنات كلاميه بين أحد الشباب المشاركين فى شارع محمد محمود وبين رجل فى العقد الخامس من العمر وكانت المشاحنة بسبب أعتراض الشاب على النظام السابق ولى مشاركة الأعمار الكبيرة فى المناصب بشكل عام وعدم تواجد العناصر الشبابية. بالإضافة إلى مشاحنات بين مصممى الجرافيت والمعارضين للنظام القائم وبين بعض المارة حيث قام أحد الملتحين بإلقاء الإتهامات على المصممين بأنهم مخالفين لشرع الله ومخربين ويعيثون فى الأرض من المفسدين فى الأرض حيث أنهم يعيدوا الرسم على الجدران مرة أخرى والذى أعتبره تخريب وأهدار للمال العام.