أظهرت الثورة المصرية فن الجرافيت بوصفه فنا من بين أقوى الفنون والأدوات أثناء الثورة والأشهر التالية لها إلا أنه كان من أكثر الفنون السريعة الزوال فقد تلاشت الكثير من الشعارات والرسومات والأعمال الفنية التي كانت على الجدران في جميع أرجاء مصر لتمجيد أهداف الثورة أو بعض الأبطال أو الأحداث. نشرت قناة "ايه بي سي نيوز" اليوم تقريرا لها عن فن الجرافيت ودوره أثناء الثورة المصرية موضحة أن فنانين الجرافيت حاولوا الاحتفاظ بتلك الصور فقاموا بتجميعها في كتاب يتكون من 680 صفحة ويضم مئات الصور اعتبارا من 25 يناير 2011 حتى الآن باسم "حديث الجدران" وقد نشره شريف برعي.
وأوضحت أن الناشر علق قائلا " أن فن الجرافيت يقدم رسائل قوية وغاضبة وواضحة أثناء الثورة وحكم مبارك وأنه يعكس الآن الغضب بشأن عدم تحقق أهداف الثورة ".
وأفادت القناة أن الكتاب يضم صور جرافيت مرتبة ترتيبا زمنيا خلال السنتين الماضيتين وأن هذا الفن لم يكن في عهد الرئيس المخلوع مبارك بسبب التعامل الحازم والقمعي للشرطة المصرية وأن المجتمع كان لا يتهم بذلك إلا أن ذلك الفن ظل أداة للنشطاء واليساريين.
وكشفت عن أن هذا الفن أصبح جزء لا يتجزأ من التاريخ المصري أثناء الثورة وأنه قدم العديد من الرسومات التي تعبر عن التفاؤل بعد زوال حكم الرئيس مبارك غير انه سرعان ما تحول ذلك الفن مرة أخرى أداة للاحتجاج ولكن هذه المرة ضد حكم المجلس العسكري وطنطاوي.
وأضافت القناة أن ذلك الفن يعكس رؤية النشطاء وشباب الثورة لها ولتطورات الوضع في مصر فيقول احد فناني الجرافيت الذي كان يقدم رسومات جرافيت أثناء الثورة والمعروف باسم "ساد باندا" أنه يكره السياسة ولكنه شارك في الثورة من خلال رسوماته.
وأوضحت أن الموضوع المشترك الذي تناولته الكثير من رسومات الجرافيت خلال العامين الماضيين هو الشهداء حيث صورهم البعض كملائكة بينما صورهم البعض الأخر يبتسمون.
يذكر أن مجموعة من النشطاء وفنانين الجرافيت قاموا خلال الشهر الماضي بعمل صورة زيتية كبيرة في ميدان التحرير تضم العديد من الجرافيت الذي يرفض الرئيس محمد مرسي والاخوان المسلمين. مواد متعلقة: 1. البوم محيط .. اعمال الجرافيت شارع محمد محمود 2. "امسح كمان يانظام جبان" شعار كتله طنطا الثورية ضد إزالة "الجرافيتي" 3. "الجرافيتي" في مهرجان القاهرة الدولي السينمائي