أعلن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن وصول إجمالي تعداد سكان مصر بالداخل والخارج إلى 91 مليون نسمة مشيراً إلى أن عدد السكان بالداخل وصل إلى 83 مليون نسمة. ومع هذه الزيادة في عدد السكان والتي تزيد بالتالي من الأعباء الاقتصادية، يتبادر دائما الحديث عن ضرورة تنظيم النسل، مما يحدث بعض الجدل حول تحريم وشرعية التنظيم من الناحية الدينية، وأهميته أو مخاطره من الناحية الطبية. تؤكد الدكتورة نادية بدوي، مستشار وزير الصحة للاتصال السياسي، أن المقصود من برامج تنظيم الأسرة هو تحسين صحة الأم والطفل مثل تنظيم الحمل وتباعد فتراته والدال على ذلك بعض آيات القرآن الكريم، فعندما تحدثت الآيات عن الأبناء تحدثت عن أولاد أصحاء أقوياء، قال تعالي " المال والبنون زينة الحياة الدنيا". وأضافت أن البرامج مازالت تعرض في الوحدات الصحية ومراكز الصحة لكن الإعلام غير متفرغ لهذه القضايا بسبب كثرة المشاكل الناتجة عن ثورة 25 يناير . وأشارت "بدوي" إلى أن كثرة عدد أفراد الأسرة له سلبيات عدة تلزم الوالدين بالعمل ليلا ونهارا مما يترتب عليه أهمال تربية الاطفال وتنشئتهم تنشئة سليمة. وأشار الدكتور" طاهر مختار"، عضو مجلس نقابة الأطباء العامة والمسئول الإعلامي، أن برامج تنظيم الأسرة والأمومة والطفولة عبارة عن منحة أوربية وهي خاضعة لبعض السياسات وأيضا لمدد زمنية محددة لها أهداف معينة، لحل أزمة ما ثم بعد حل الأزمة المحددة ستتوقف تلك البرامج، مثل برامج مكافحة البلهارسيا وجفاف الأطفال، فبعد انتشار الوعي والوصول إلى النتائج المستهدفة من الممكن إيقاف البرامج . ومن الناحية الدينية أوضح د. محمد صلاح الشرقاوي، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إجازة تنظيم الأسرة بشروط وهي أن يخشى على الأم الحمل لمرض فيجوز في هذه الحالة تباعد فترات الحمل وهذا يسمي تنظيماً. ولكن التحديد لا يجوز ودلل على قوله بالآية القرأنية "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم". كما أن الغاية لن تبرر الوسيلة فوصول عدد سكان مصر إلى 91 مليون نسمة لن يعني أن الحل الوحيد هو تحديد النسل. مؤكداً أن شعورنا بالكثافة السكانية ليس بسبب تعدادنا الكبير ولكن لعدم استغلالنا لمساحة مصر الكلية والتزام المصريين بالسكن في الوادي والدلتا فقط. واشار إلى أن شعورنا بالفقر أيضا ليس سببه الزيادة السكانية بل يرجع إلى سيطرة النظام السابق على إيرادات جميع الخدمات المصرية، فقد نشر د. محمد البرادعي إحصائية تشير إلى أن إيرادات قناة السويس إذا وزعت على ال 91 مليون سيكون نصيب كل فرد 485 جنيه شهريا. وأشارد. أحمد كريم، أستاذ الشرعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه ينبغي في البداية التفرقة بين التنظيم والتحديد، فمنع النسل كلياً ممنوع شرعاً لأن الإنجاب من نعم الله عز وجل لحفظ النوع البشري ودلل على ذلك من القرآن بأية "يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيماً"، وحتى مسألة تنظيم النسل لابد أن تكون لها اعتبارات طبية في المقام الأول.