كتب - معتز الجمل وأحمد سامي وسارة جمعة وفاطمة الجيلاني وهالة إبراهيم بين هموم السياسة وزحمة الحياة وغلاء الأسعار يجد المصريون فرحتهم الوحيدة وعزائهم الأكبر في أوقات العيدين، خاصة عيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد معاناة شديدة للمصريين مع الصيام نتيجة طول ساعات النهار هذا العام، مقارنة بالأعوام الماضية بعد إلغاء التوقيت الصيفي الأمر الذي دفع فئات كثيرة من الشعب المصري للخروج منذ الساعات الأولى إلي ساحات الخلاء لآداء صلاة العيد والإستماع إلي الخطبة والإنطلاق بعد ذلك نحو الحدائق والمنتزهات والنيل وتناول الرنجة والفسيخ والكشري والذهاب إلي دور السينما في نهاية اليوم لغسيل هموم الحياة. والبداية كانت من أمام إحدي محلات الكشرى التي شهدت في اليوم الأول إقبالا كثيفاً من قبل المواطنين بعد إنقطاع دام لشهر كامل أغلقت فيه أبوابها أمام المواطنين لإنتظار إنتهاء الشهر الكريم، وقد كان للأعمار السنية الصغيرة النصيب الأكبر فى تناول وجبات الكشري والطواجن خاصة في محلات (الخديوى - أبو طارق - التحرير - الزعيم - شيخ البلد- الباشا) أشهر محلات الكشرى فى مصر، والتى تتراوح أسعار الطواجن فيها من ثلاث جنيهات إلي 45 جنيها، وهو ما يدفع المواطنين للاقبال عليها بكثافة خلال أيام العيد. فيما كان إقبال الأسر على المحلات ضعيفا نسبياً حسبما يقول طارق محسن، 15 سنة حيث قال "أول يوم فى عيد الفطر يمثل طعم خاص لي فأنا أبدأيومى بالذهاب كل عيد فطر الى كشرى الخديوى لما له من طعم مميذ عن بقية محلات الكشرى وأيضا لأنى لم أدخلة من بداية شهر رمضان. وأيده الرأي خالد مصطفى 17 سنة قائلا "كشرى التحرير من أحسن المطاعم الموجودة فى مصر والمفضل لدى خصوصا فى أول يوم عيد الفطر لأنى أعدت عليه منذ صغرى فضلا عن أسعاره المتوسطة. أما بالنسبة لمترو الأنفاق فقد شهد زحاما شديدا أيضا من قبل الأعمار السنية المتوسطة بعض الأسر والذين توافدوا على المترو للتنقل الى المناطق المختلفة من أحياء القاهرة مشكلين حلقات رقص وغناء داخل المترو، بالأضافة الى ممارسة بعض الألعاب الخفيفة لتسلية طريقهم حتى محطهم، وقد شهدت محطة الشهداء والجيزة وفيصل إقبال من الأعمار السنية المختلفة والذين يريدون التوجه الى الأهرامات والمناطق الأثرية لقضاء نزهه. وقد سبب هذا الحشد من قبل الأعمار السنية الصغيرة مشكلة بالنسبة لموظفي المترو الذين إشتكوا من سوء أخلاقياتهم فى التعامل مع الفتيات فى المترو فضلاً عن قيامهم بالدخول والخروج بطرق مخالفة لعدم قطعهم التذاكر من نوافذ الحجز والقفذ من على بوابات التذاكر وعدم إحترامهم تعليمات المكان. وفى هذا الصدد يقول أحد موظفى المترو "الشباب الصغير يمثل مشكلة فى المحطات فهم متواجدون بكثرة ويقومون بمغازلة لفتيات والبعض منهم يتصرف بطرق غير أخلاقية معهن فضلا ً عن أحد قيامهن بمخالفة تعليمات المحطة وعدم قطعهم التذاكر والمرور من أسفل بوابات التذاكر وإصطحابهم الأطعمة المختلفة وإلقائها فى الطرقات الأمر الذى يسبب تعب بالنسبة لعمال النظافة فى المحطة. ومن جانبه قال محمود مصطفى 19 سنة "نتجمع مع أصدقائنا ونذهب بعد صلاة العيد الى الأماكن المختلفة من القاهرة عن طريق ركوب المترو لأنه رخيص الثمن، ومن ثم نذهب الى الأهرامات والحدائق عن طريقة، ولكن هناك بعض الشباب الذين يتصرفون بطرق غير سيئة مع الفتيات ويقومون بإزعاج الركاب فى المترو بالغناء والرقص وإحداث الضجيج ومضايقة الفتيات فى حريتهن. وساد اليوم في اول ايام عيد الفطر المبارك الهدوء فى أغلب الشوارع المصرية، ومن ناحية اخرى شهدت الحدائق العامة وجود كثيف للاطفال وخصوصا الفئة العمرية ما بين عشر سنوات وستة عشر عاما دون عائلتهم. أما عن الأطفال وشراء لعب العيد كان الإقبال عليها ضعيفا.. وهو ما اكده بسام بلال، بائع لعب اطفال الذي قال ل"الوادي" ان الاقبال على شراء بضاعته قليل للغاية بعكس اى عيد مضى ويرجع السبب فى ذلك إلي ان الناس الان فى ازمة اقتصادية طاحنة، لانه يلاحظ ان عدد كبير من الاطفال لم يقوموا بشراء لبس العيد فكيف سيشترون فيه لعبة لأطفالهم؟ وقال بائع "الايس كريم" عم أحمد سمير انه يلاحظ فرحة مختلفة عن العيد السابق فى أعين الناس ويرى انها فرحة مختلفة ومن القلب ولكن ما يحزنه هو انه لا يبيع الكثير من الايس كريم رغم عدد الاطفال المتواجد حوله واذا ذهب احدهم ليشترى منه الايس كريم غالبا يفاصل معه ويقول له "ماعيش تانى يا عمو" لانه يرفع سعر بضائعه للنصف حتى يخرج مكسب فى أيام العيد. فيما أكد محمد يحيي، بائع "غزل البنات" ان حركة البيع قليلة جدا عن السنة الماضية وهذا ما كان لا يتوقعه وخصوصا انه فى حاجة الى العمل لانه طالب فى الجامعة ويعمل فى أجازته قبل الدراسة ليوفر مصاريفه الدراسية، ولأن الاطفال هم من يحتفلون باول ايام عيد الفطر المبارك لهذا يشتكى منهم تقريبا كل مايقابلونه فى الطريق ومنهم عاملين المترو فمحمد احد عمال المترو الذى مسك لهم عصى خشبية كبيرة لانه تعب من كثرة الصراخ معهم لانهم تسببوا فى تعطيل السلالم الكهربائية وانتشار القمامة بالمترو والقفز فوق الماكينات والركوب فى عربة السيدات فحسب وصفه انه لم يرى هذا العدد من الاطفال مسبقا. وهناك بعض العائلات التي فضلت اصطحاب أطفالها للحداث والمتنزهات العامة، "مختار طه، 44 عام" رب أسرة لديه العديد من الأطفال فضل اصطحابهم للحدائق العامة عن الحدائق المرتفعة الثمن حتى يشعر بنفس الروح التى كان يشعر بها منذ طفولته فهو خرج هو وزوجتة وأولاده الثلاثة وانفق فى اليوم باكمله حوالي خمسون جنيه فقط وكل ما يتمناه اليوم هو ان يرى نظافة الاماكن التى ذهب اليها وهذا الذى لم يجده. ومن جهته ذكر أيمن ربيع، 26 عام انه يحب الخروج فى الأعياد وخصوصا فى اول يوم، واصفا ذلك اليوم بأنه هادئ وخال من الناس تماما عكس ما كان يجده فى الاعياد السابقة كما لا يجد روح العيد. وفي ذات السياق ترى هالة محمد، 22 عام إن العيد هذا العام هادئ وغير مستعد له جيدا من عمال الحدائق ولم ترى اى اهتمامات فقط ترى هدوء فى الشوارع وهذا مايجعلها تشعر بالسعادة اول ايام العيد. أما بالنسبة لجماعة الإخوان واحتفالهم بالعيد فجاءت أولى أعياد الإخوان هذا العام ورئيسهم في الحكم لتحتفل به الجماعة في الساحات والخلاء بحرية تامة دون أى تدخل من قبل الحكومة أو أمن الدولة كما كان يحدث في العقود السابقه حسبما وصفت أحد نساء الإخوان قائلة "إنه يعد عيد نصر الإسلام والمسلمين وعيد الفطر أيضاً، وقد إستبدلت أولى أيام العيد فى جميع ساحات الصلاة والمساجد اللافتات التى تخص الحزب الوطني المنحل بلافتات الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، لتهنئة الشعب بمناسبه العيد، مع غياب تام لكبار المسئولين فى الدولة. كما حرصت الجماعه "السلفيه بالأسكندريه"، معقل التيار السلفى علي تنظيم ساحات الخلاء لصلاة العيد، حيث خطب الشيخ أبو إدريس، إمام وخطيب مسجد الشهداء بمحطه الرمل تحت عنوان "فُرقة الصف وتأخر النصر"، موضحا أن الفرقة من أسباب نشر الفتن في المجتمع المصري وهي أحد أسباب الفوضى في البلاد حيث قامت "السلفية" بتجهيز نحو مائة ساحة بأحياء الإسكندرية وغيرهم بالمحافظات الأخرى. وأكد محمود غزلان، المتحدث الرسمي بإسم الجماعة أن جماعه الإخوان الهدف الأساسى لها أن توصل وترسل رسالة حب وتسامح للمؤيدين والمعارضين فى كل الميادين وتأييد برنامج الرئيس. وكان وكيل الأوقاف لشئون المساجد الشيخ فؤاد عبد العظيم أعلن عن توفير الوزارة لنحو ألفي ساحة لصلاة العيد كما قامت الأوقاف بتوزيع كبار الدعاة على عدد من الساحات الكبيرة، ففى ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين، الذى شهد اقبالا محدوداً من قبل المصلين واقتصر على عدد قليل داخل مسجد عمر مكرم، والشيخ إسماعيل الدفتار لخطبة العيد فى ساحه مصطفى محمود، ولأول مره يؤدي الدكتور عمر عبد الكافي الصلاة وسط حشود كبيرة من الإخوان والرواد فى ساحة المسجد، والشيخان الشحات العزارى ومحمد عبد الظاهر فى ساحة السيدة نفيسة والسيدة زينب والأزهر وفي الإمام الحسين مصطفى عزت ومحمد عبد الظاهر والدعوه كانت موحده من الأئمة لتأييد الرئيس محمد مرسي والدعاء له بالتوفيق. وعلي صعيد أخر وبعد مضي عشر سنوات شهدت منطقة القلعة آداء صلاة العيد في الخلاء، مفتقدين الروحانية الناتجة من اجتماع الفرحة بصلاة العيد مع الجو الآسرى الرائع.. شعور مختلف للغاية انتاب ألاف المصلين وسط فرحة عالية وتأمل وتأمين رائع وسعادة بالغة. مشاعر شاهدتها القلعة اليوم من بعد صلاة الفجر مع توافد الأهالي والمصلين إلى القلعة وكان مسجد محمد علي ممتلئ للغاية بالرجال والنساء والشباب والفتيات والأطفال الذين وصل عددهم إلى نحو الخمسة آلاف مصلي تقريبا ومن ثم كانت السعادة والفرح عنوان اليوم في القلعة والتجربة كانت اكبر من الكلمات ولابد و أن يخوضها كل مسلم على ارض مصر حسبما أكد أحد المصلين ل"الوادي". وفي المقابل وبعيدا عن روحانية الصلاة والعيد فقد شهد كورنيش المقطم يوما مختلفا كليا، وانتشار لبعض المشاهد السلبية التي تشوه بسمة العيد وفرحته، كانتشار حالات الادمان وشرب المخدرات ومن هم فاقدون للوعي وسط ضحكات صاخبة ومرح وقهقهة تحت شعار "مولد وصاحبه غياب"، احتفاليه المقطم كانت بأعداد كبيرة قد تصل إلى 1500 شخص تقريبا و كانت هذه الإعداد الغفيرة ما بين شاربي الكحوليات و متعاطي المخدرات "حشيش" بصفة خاصة في اول أيام العيد المبارك.