اعتبر البعض القرارات التى اتخذها الرئيس محمد مرسى بإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، وإقالة عدد من القادة العسكريين، وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوى والفريق سامي عنان بمثابة جولة حاسمة فى مسار الثورة، ولكن هناك العديد من الاسئلة التى تطرح نتيجة الاختفاء المفاجيء للاثنين معا وعدم ظهور أى رد فعل لهما بعد هذا القرار. في الوقت الذى فسر فيه البعض ان موقفهم هذا جاء نتيجة عدم علمهم بقرار الرئيس، وهناك مصادرعديدة تؤكد إن القرارات التي أصدرها الرئيس محمد مرسي، صدرت بعد إبلاغ وزير الدفاع المتقاعد ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المتقاعد. ولا أحد يعلم اذا كانت هذه القرارات صدرت دون إبلاغ طنطاوي وعنان بها وأن الرئيس اتخذها بمفرده وعن قرار إحالة كل منهما أيضا يرى أنها تأتي في إطار الخروج الأمن للعسكر،نظرًا لغياب أي رد فعل من قبلهم. "الوادى" استطلعت اراء بعض السياسين حول ظاهرة الاختفاء الطارئ لكلا من " طنطاوى وعنان ". قال الدكتور سعيد صادق، استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية ان هذا القرار جاءت مفاحاة بالنسبة لهم وانه كان علي غير رغبتهم بدليل عدم ظهور اى منهم حتى الان في وسائل الاعلام او حتى اثناء تكريم الرئيس لهم وتسلمهم " قلادة النيل " وظهورايضا اشاعات انهم تحت الاقامة الجبرية وبعد نفي هذا فلماذا لم يظهروا حتى الان ، واضاف انهم غير راضيين علي قرار مرسي وعدم ظهورهم الي الان يؤكد عدم رضاهمبالامر واضاف من المتوقع ظهورهم يوم 24 اغسطس . فيما أشار السعيد كامل رئيس حزب الجبهة الديمقراطية إلي ان قرار مرسي ام ليس سهلا علي المشير طنطاوى والفريق سامى عنان حتى يظهروا الي وسائل الاعلام عند تسلمهم الجوائز او لتوديع الشعب لان هناك نوع من المعارضة لقرارات الرئيس فهم لم يتقبلوا الامر وقد يكونوا تحت الاقامة الجبرية ومقطوع عنهم وسائل الاتصال بامر من الرئيس او يكون هناك نوع من المفاوضات حتى الان بينهم وبين الرئيس ومن المتوقع ظهورهم في وقت متاخر بعد التوصل الى شيء يرضيهم . واضاف محمود عبدالرحيم، المحلل السياسي ان عدم ظهور " طنطاوى وعنان " حتى الان منذ قرار اقالتهم وتعيينهم كمستشارين للرئيس هذا امر طبيعى لان منصب مستشار هو منصب غير رسمى في الدولة فبالتالي فهو غير مطلوب منهم اداء يمين دستورية امام رئيس الجمهورية مضيفا انه دور استشاري لاخذ راية فقط فى امور تخص الدولة وليس صاحب قرار وبالتالي لا يوجد بروتكولات رسمية لهذ المنصب . واكد "عبدالرحيم"ان المسئول عن عدم ظهورهم هو الرئيس " مرسي " ومؤسسة الرئاسة الي جانب ان الاخوان يحاولون تسويق الموقف لصالحهم وان يظهروا انهم بذلك تم التخلص من العسكر ارضاءا للشعب وحفاظا علي الثورة ، واضاف ان ما حدث معهم هو خروج امن للمجلس العسكرى جاء بعد اتفاق بينهم ان يتم خروجهم في هدوء بعد تسليم الحكم مع الحفاظ علي بنية نظام مبارك بالكامل . ومن جانبه اوضح الدكتور ابراهيم البيومى استاذ العلوم السياسية ان اختفاء طنطاوى وعنان امر لا يثير الاستغراب او الدهشة وهو شيء طبيعى ويعبر عن انهم علي درجة عالية من المسئولية وتقبل الامر من جانبهم ، واضاف انه ليس من حق المشير طنطاوى الظهور مرة اخري حتى لو تم اعتباره انه هو حاكم البلاد في الفترة السابقة لانه كان مفوض من الرئيس السابق بطريقة غير شرعية او دستورية وليس له صلاحيات سواء في القانون او الدستور . وفسر الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عدم ظهور " المشير طنطاوى وعنان " ان هذا امر طبيعى نظرا لتقاعدهم عن منصبهم وبمجرد تعيينهم كمستشارين فهم اصبحوا كباقي مستشاري الرئيس ليس لهم اى امتيازات اضافية وليس لهم الان حق الظهور موضحا انه من المؤكد موافقتهم علي قرار الرئيس لانه جاء بعد تشاور حفاظا علي خروجهم الآمن.