أثارت التعديلات التي قام بها الرئيس المصري "محمد مرسي" من تغيير عدد من المسئولين كإقالة مدير الإستخبارات بعد أحداث مذبحة سيناء, أثارت إهتمام المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين بمدى السياسات الأمنية التي ستتخذها حكومة مرسي وما قد يبدو من إتفاق حماية النفس المتبادلة مع الجنرالات المصريين الذين لايزالون قابضين على السلطة من خلال المجلس الأعلى للقوات المسلحة المعروفة بSCAF. وترى صحيفة "الواشنطون بوست" أن الرئيس مرسي والمجلس العسكري قد أحالا مدير الإستخبارات "مراد موافي" ككبش فداء بعد الهجوم الإرهابي على سيناء وأزهق أرواح 16 من جنود الحدود المصريين, الأمر الذي دفع الجيش المصري إلى هجوم عسكري كاسح بسيناء لإعادة الإستقرار بالمنطقة وبسط السيطرة علي الصحراء التي باتت معقلا للإسلاميين المتشددين. وتوضح ال"بوست" أنه لسخرية القدر أن "موافي" كان قد بلغ أحد الزائرين منذ شهرين أنه قد طالب هجوما مسلحا عسكريا شاملا على سيناء مكونا من 30 مُدرعة وثماني مروحيات ومعدات أخرى, وهو ما قد طالبت به الولاياتالمتحدة وإسرائيل, إلاأن الجيش المصري تلكأ وأجّل المهمة حتي حدث الهجوم الإرهابي الغاشم وقتل 16من جنود مصر, في الوقت الذي يلوم فيه الإعلام المصري موافي لتجاهله تقرير الإستخبارات الإسرائيلية بشأن التحذيرمن الهجوم الإرهابي, وهو ماأكده موافي نفسه حيث أكد على إرسال هذا التحذير إلى الجيش لإتخاذ ما يلزم, ويبررُ موافي موقفه في مؤتمر صحفي بأن على الإستخبارات جمع المعلومات فقط وعلى الآخرين فهم الدرس جيدا على خلفية المعلومات الإستخباراتية. ويرى الكاتب السياسي والمحلل"ديفيد إجناتيوس أن"موافي" يمثلُ الشكل التقليدي لمدير الإستخبارات من حيث الطول والوسامة وتحدُث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة, ويدير عملية الإستخبارات من مكتب وفير لامع بحديقةٍ بالقاهرة, ويراه المسئولون الأمريكيون والإسرائيليون وكذلك الأوروبيون إحدى العلامات المضيئة بالحكومة الجديدة, الأمر الذي يثيرُ غيرة اللواءات والمسئولين المصريين. ويضيف إجناتيوس أن موافي كان المتحدث والمحاور المصري مع الفلسطينيين, فقد ظل يعمل في الأشهر الأخيرة لإيجاد إتفاق وحدة بين حركتي فتح وحماس, وأنه كان يعلم بمدى تأثير مصر على حماس بعد أن جُبلت قواتها بتفتيت قاعدتها بسوريا, إلى جانب قلق البعض من أن يأخذ موافي مكانة اللواء عمرسليمان لدى العالم الغربي نظرا لعلاقاته وسمعته مع الحكومات الغربية. سيتولى مهام الاستخبارات اللواء "محمد شحاته" وهو معروف بخبرته الكبيرة في الملف الفلسطيني. وفي سؤال طرحه إجناتيوس على "خيرت الشاطر"أحد قيادي الإخوان المسلمين في يونيو الماضي فترة الإنتخابات الرئاسية, عن منصب موافي, فرد الشاطر على إجناتيوس بأن موافي سيظل في منصبه حتى لايحدث خلل بالسياسة الخارجية. يؤكد إجناتيوس على أن إقالة موافي تمثل حجر عثرة في العلاقات المصرية الأمريكية, وأن حكومة مرسي ليست على الطريق الصحيح, غير أن المشهد يشير إلى نقطتين : الأولى: الوضع بسيناء خطير، وتؤكد الإستخبارات الأمريكية أن مجموعات الجهاد(من باكستان وأخرى من ليبيا وغيرها من سجون مصريةوأخرى تنتمي للقاعدة حسب وصف الأمريكيين) قد توجهت إلى سيناء بالأشهر الأخيرة. الثانية: إنشغال الجيش المصري بتلميع صورته وصده لمنتقديه وهو ما يجعل جنرالات الجيش سعداء بالتعاون مع الرئيس مرسي والإخوان كالعمل على إقالة موافي.