دراما المخابرات شكل شيق من أنواع الدراما ظهرت لأول مرة على الشاشة المصرية عام 1982 في مسلسل دموع في عيون وقحة للمثل عادل إمام وللغرابة فإنها اختتمت عام 2012 بمسلسل فرقة ناجي عطا الله لنفس الممثل , وبين كلا المسلسلين مرً هذا النوع من الدراما بعدة تطورات. فمسلسل " دموع فى عيون وقحة " أو " جمعة الشوان " انتاج عام 1982 الذى يعتبر بذرة للأعمال الدرامية التي تدور أحداثه حول شخصية عميل المخابرات المصرية احمد الهوان و الذى قام بتجسيد شخصيته الفنان عادل إمام و لكن المسلسل لم يكن بالمستوى المطلوب لدرجة أنه لم ينال اعجاب أحمد الهوان نفسه الذى قام بإختراق جهاز الموساد و نجح فى الحصول على أصغر جهاز إرسال شفرة فى العالم آنذاك ثم قام بتسليمه للمخابرات المصرية حيث ان المسلسل تم انتاجه بعد فترة قصيرة جدا من تنفيذ العملية و لم تسمح المخابرات المصرية بإعطاء المؤلف المعلومات الكافية ليبني عليها تسلسل الاحداث كما أن الانتاج لم يكون كافى فمعظم الديكورات كانت رديئة و معظم المشاهد كانت داخلى كما ان مدة الحلقة كانت قصيرة جدا . اما فى مسلسل " رأفت الهجان " انتاج عام 1991 الذى تدور أحداثه حول شخصية العميل المصري رفعت على سليمان الجمال و الذى قام بتجسيد شخصيته الفنان محمود عبد العزيز و الذى لا يزال فى اذهان المصريين حتى الآن بسبب المساحة الكبيرة من المعلومات التى نجح المؤلف فى تشكيلها خلال ثلاث أجزاء بالإضافة إلى الانتاج الضخم الذى كان مرصود لهذا المسلسل و تم التصوير فى بعض الدول الأوروبية كما أن خلفية الأحداث دارت منذ أن كان ضابط المخابرات المصرية يبحث عن شخصية رجل أفاق يقوم بزرعه داخل المجتمع اليهودي . أما مسلسل " الثعلب " والذي تم انتاجه عام 1993 وقام بتجسيد ضابط المخابرات المصرية فيه الفنان نور الشريف و تدور أحداث المسلسل حول ضابط بحرى يتم الحاقه بالمخابرات الحربية لكى يتم زرعه وسط المجتمع الاسرائيلي و تتلخص مهمته فى زرع أجهزة تصنت على اجتماعات الحكومة الاسرائيلية لتحديد قرار حرب اكتوبر و بالفعل ينجح الضابط هو و طاقمه و تميز هذا العمل بالمشاهد الخارجية و الانتاج الجيد. في حين كان مسلسل " السقوط فى بئر سبع " انتاج عام 1994 والذى تدور احداثه فى اطار رجل و زوجته قام بتجسيد شخصياتهما الفنان سعيد صالح و الفنانة اسعاد يونس قاما بالتجسس لصالح اسرائيل من خلال جمع معلومات من داخل المجتمع المصري و بعض المعلومات العسكرية و لكن المخابرات المصرية تقوم بتعقبهما و القبض عليهما و تميز هذا المسلسل بتصوير حالة أهل مدينة العريش اثناء نكسة يونيو 1967 حيث كان الجاسوسان موظفان فى العريش قبل ان يحترفان التجسس . أما مسلسل " الحفار " انتاج عام 1995 بطولة حسين فهمي و سماح أنور الذى يمثل إحدى العمليات الناجحة لجهاز المخابرات العامة المصرية حيث نجح فيها المصريون في تفجير حفار بترول "كنتينج " الذي اشترته إسرائيل لكى ينقب ويحفر البترول في خليج السويس وذلك أثناء توقفه في أبيدجان عاصمة ساحل العاج أثناء رحلته من كندا إلى إسرائيل مانعة الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ خطتها الهادفة الى سرقة الثروات البترولية وفرض سيادة أكبر على سيناء. تم تفجير الحفار في 28 مارس 1968، بعد إعداد للعملية استمر عاماً كاملاً. أشرف على هذه العملية مدير المخابرات العامة المصرية الأسبق أمين هويدي، بينما ترأس قيادة العملية ضابط المخابرات الشهير محمد نسيم وساعد فريق العملية السفير المصري في أبيدجان. وبيع خردة بعد ذلك في ميناء "تيمة "بغانا في ساحل العاج. ثم ظهر مسلسل " العميل 1001" انتاج عام 2005و الذى قام ببطولته الفنان مصطفى شعبان و هو من اهم المسلسلات التى تدور فى اطار مخابراتي و كان الانتاج المخصص له ضخم كما يبدو من الدول الاوروبية التي تم التصوير فيها بالإضافة الى امكانيات التصوير و الملابس الخاصة بالجيش الاسرائيلي و لكن تم توجيه انتقادات كثيرة للمسلسل و لمخرجته شيرين عادل بسبب سرعة الدراما فى الحلقة الاخيرة و التى اعتبرها النقاد لم تأخذ حقها و أنه كان من الأفضل ان تتم فى حلقتين و ليس فى حلقة واحدة . حتى جاء مسلسل " فرقة ناجي عطا الله " الذى يتم عرضه فى شهر رمضان بطولة الفنان عادل امام ليخلط الكوميديا بالدراما حيث تدور احداث المسلسل فى اطار عميد سابق و ملحق فى السفارة المصرية فى اسرائيل و يخطط لسرقة بنك ليئومي الاسرائيلي و لكن هناك بعض السقطات فى المسلسل و هي ان اللغة العبرية كانت ركيكة للغاية و لا يوجد تفرقة بين اللكنة الاشكنازية و السفاردية و لم يؤخذ فى الاعتبار طباع المجتمع الاسرائيلي أو الديانة اليهودية و يبدو ان المسلسل ركز على الجانب الكوميدي اكثر من الجانب الدرامي . في حين يعتبر مسلسل " الصفعة " الجاري عرضه فى شهر رمضان وببطولة الفنان شريف منير، تتويج للأعمال التى تدور فى اطار مخابراتي حيث أن المسلسل جاء فى خلفية تاريخية لهجرة شاب يهودي مصري الى اسرائيل بعد ثورة يوليو كما ركز الضوء على وضع اليهود فى المجتمع المصري بعد الثورة و على أوضاعهم بعد الهجرة الى اسرائيل و على الرغم من ان الكلمات العبرية التي ظهرت فى المسلسل فقد قام الممثلون بنطقها بطريقة سليمة خاصة الفنان عزت أبو عوف كما أن مساحة الحلقة جعلت من أخذ كل حدث حقه فى التسلسل الدرامي للأحداث .