أزمة طائفية جديدة على الساحة المصرية، شهدها محافظة المنيا عروس الصعيد حيث تسببت شائعة بوجود علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة باندلاع الأزمة في مدينة أبو قرقاص جنوب مصر، مما تسبب في اتشاح الجميع بالسواد ليس في العيد فقط وإنما في كافة أقطار مصر. وقال اللواء طارق نصر محافظ المنيا إن شائعة بوجود علاقة بين سيدة مسلمة ومسيحي تسببت في أزمة بين أهالي قرية الكرم بمدينة أبو قرقاص ، متهما عناصر الإخوان بالتسبب فيها من خلال ترويج الشائعات. وأضاف نصر أن بعض الشباب المندفع والمتهور ألقى كرتين مشتعلتين على مسيحيين اعتقادا منهم بصحة الشائعة، نافيًا الاعتداء على سيدة مسيحية وتجريدها من ملابسها كما تردد ومؤكدا أن الأزمة في طريقها للحل. ومن جانبه ، أكد البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الكنيسة، فوضت الأنبا مكاريوس اسقف عام المنيا فقط للحديث باسمها ومتابعة تطورات أحداث أزمة المنيا، نافية فى بيان رسمى تكليف أى شخص أخر للتحدث باسمها. فيما قال الأنبا مكاريوس من مطرانية المنيا وأبو قرقاص إن الأحداث بدأت في قرية "الكرم" والتي تبعد مسافة 4 كيلومترات من مدينة الفكرية مركز أبو قرقاص، بعد شائعة بوجود علاقة بين مسيحي ومسلمة، مضيفا أن المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية تعرض للتهديد مما دفعه لترك القرية، بينما قام والده ووالدته بعمل محضر بمركز شرطة أبو قرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبالفعل قامت مجموعة يقدر عددها ب 300، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي، وهو الجمعة الماضي، يحملون أسلحة متنوعة بالتعدي على سبعة من منازل الأقباط، وقاموا بتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها. وأضاف أن قوات الأمن طوقت مداخل ومخارج القرية وألقت القبض على 6 أشخاص من المتورطين في الأحداث. وأكد أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، في بيان صدر عنها، رفض الكنيسة تحويل قضية "الكرم" إلى جلسات الصلح وتطيب الخواطر قبل قيام أجهزة الدولة بدورها في محاسبة المتسببين الحقيقيين، وبعد ذلك يأتي البعد المجتمعي، كما ترفض متاجرة البعض بالقضية والبحث عن أدوار والصعود على الأحداث، والبحث عن بطولات على أشلاء المتألمين. وكانت نيابة جنوبالمنيا برئاسة المستشار عبد الرحيم عبد المالك المحامي العام الأول، استمعت، لسيدة قرية الكرم بمدينة ابو قرقاص جنوبالمنيا، والتي قالت في تحقيقات النيابة إنها تعرضت لاقتحام منزلها من قبل عدد من الأشخاص وجردوها من ملابسها كاملة وألقوا بها أمام منزلها، مضيفةً أن عدد من المسلمين قاموا ب"سترها" وأدخلوها منزل مواطن مسلم وارتدت ملابسها. وكانت النيابة العامة قد حققت فور وقوع الحادث وأمرت بحبس 8 أشخاص ألقي القبض عليهم عقب حرق عدد من منازل المسيحيين بقرية الكرم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتم تجديد حبسهم أمام قاضي المعارضات 15 يومًا. كما أمرت النيابة بضبط واحضار 7 متهمين أخرين هاربين ووجهت لهم تهم إتلاف وحرق ممتلكات خاصة وتهمة هتك العرض ، وأنكر أحد المتهمين ارتكاب واقعة هتك عرض السيدة، وقال أنه قام "بسترها" عندما شاهدها بدون ملابس، وطلبت النيابة العامة تحريات الأمن الوطني حول الواقعة. فيما استنكر كمال عباس، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أحداث العنف والفتنة التى وقعت مساء الثلاثاء الماضى ، فى محافظة المنيا بعد قيام عدد من الشباب بتجريد سيدة مسنة مسيحية من ملابسها، قائلًا:" يجب تطبيق القانون، ولازم كلنا نعترف إن فيه ثقافة معادية للحقوق المدنية والشخصية". وحذرت منظمة العدل والتنمية لحقوق الانسان - فى بيان لها - من تجدد الاحداث الطائفية بالقرى المحيطة بأبوقرقاص بالمنيا على خلفية تجريد مسنة مسيحية من ملابسها وحذر المتحدث الاعلامى للمنظمة زيدان القنائى من الضغط على المسيحيين للتنازل عن البلاغات المقدمة ضد مرتكبى الاحداث واجبارهم على عقد مصالحات عرفية و تهجيرهم من القرية. كما دعى الباحث والناشط أشرف حلمى المقيم باستراليا برفع الحصانة البرلمانية عن نواب مجلس الشعب بدائرة ابو قرقاص الذين تهاونوا فى خدمة مواطنيهم وإخماد نار الفتنة التى أصابت قرية الكرم قبل وقوعها وأدت إلى تجريد سيدة مسنة من ملابسها إضافة إلى حرق ونهب بيوت الأقباط وعصفت بسمعة مصرعالمياً وذلك تمهيداً لمحاكماتهم بتهمة التقصير وإهمال مصالح المواطنين والتستر على من أضروا بالأمن القومى للبلاد على حساب القانون والمصلحة العليا للبلاد مقابل جلسات الصلح العرفية. وأكد على ترسيخ دولة القانون والغاء جلسات الصلح العرفية التى أدت إلى إنتشار الإرهاب فى مصر وحماية المجرمين. ومن جانبها ، حذرت منظمة العدل والتنمية الحقوقية من إعادة سيناريو إفتعال فتنة اخرى من جانب المغرضين للقبض على مسيحيين حتى تكون هناك مفاوضات للتنازل من الطرفين بتخطيطات امنية . ورفضت بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية تطبيق الصلح العرفي في قضية تجريد سيدة من ملابسها، مشددة على تطبيق القانون. وعلى صعيد أخر، نفى العميد عبد الفتاح الشحات رئيس مباحث مديرية أمن المنيا تجدد أعمال الفتنة الطائفية بالقرية، مؤكدا هدوء الأوضاع وقيام حكماء وعقلاء القرية بالصلح بين الطرفين. وحذر المسؤول الأمني المصري مما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من أكاذيب وشائعات مغرضة بتجدد أعمال الفتنة الطائفية وقال إن هذا غير صحيح وتروجه مجموعات من خارج المحافظة.