نعت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الأستاذ الدكتور شريف شاهين عميد الدبلوماسية العربية الدكتور بطرس بطرس غالى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة الذي وافته المنية مساء أمس الثلاثاء الموافق عن عمر يناهز 94 عامًا،و الكاتب الصحفي الأهم فى تاريخ الوطن العربي محمد حسنين هيكل. وينتمي الفقيد الدكتور بطرس بطرس غالى لواحدة من أرقى العائلات القبطية في مصر كما كان ذو ثقافة فرانكفونية رفيعة المستوى. وقد رافق الزعيم السادات فى رحلته التاريخية إلى القدس فى عام 1977، ومن المعروف أن بطرس غالى قد تولى عدد من المناصب الرفيعة على المستويين الإقليمي والدولي ، كما أسس مجلة السياسة الدولية فى جريدة الأهرام وشغل منصب وزير الدولة للشئون الخارجية فى عهدى السادات ومبارك. تولى منصب أمين عام الأممالمتحدة 1992 - 1996 بمساندة فرنسية قوية ليصبح أول عربي يتولى هذا المنصب. ثم ترأس منظمة الفرانكفونية الدولية ثم المجلس الأعلى لحقوق الإنسان. وتتقدم دار الكتب والوثائق القومية بخالص العزاء لمصر وللعالم فى رحيل قامة كبيرة استظلت بها الساحة الدولية لعدة عقود شهد فيها العالم تطورات كبرى وصراعات عنيفة، كان الراحل واحدًا ممن أداروا الأزمات خلالها باقتدار. ولد الفقيد محمد حسنين هيكل 23 سبتمبر 1923 في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية. وقد بدأ هيكل العمل في الصحافة عام 1942. ولم تقتصر عبقرية هيكل على قدرته المتميزة فى مجال الصحافة بل تصدى أيضًا للعمل السياسي فاقترب من الزعيم جمال عبد الناصر طوال فترة حكمه. وقد بلغت شهرة هيكل الآفاق حتى إنه صار صديقًا مقربًا لعدد من زعماء الوطن العربي وأوروبا وقد نشرت مقالاته فى عدد من الصحف العالمية الأكثر شهرة وقد أثرى الفقيد المكتبة العربية والإنجليزية بعدد ضخم من الكتب ومن أشهرها : خريف الغضب، أزمة العرب ومستقبلهم، وكتاب العروش والجيوش . وجدير بالذكر أن ،الراحل العظيم قد كتب مقدمة كتب لعدد من المفكرين العالميين مثل مقدمة كتاب "ماذا يريد العم سام؟" لعالم اللغويات والمفكر الأمريكى نعوم تشومسكى، "غزة - أريحا سلام أمريكي" تأليف : إدوارد سعيد، "الرأي الآخر في كارثة الخليج "للكاتب فيليب جلاب وكتاب "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" للمفكر روجيه جارودي وغيرهم. ودار الكتب إذ تعزى ذوى الفقيد فإنها تعزى الأمة العربية فى مصابها الأليم وهى توارى الثرى واحدًا من أهرامات الثقافة والفكر العربي، وتعلن الهيئة استعدادها التام لاستقبال مكتبة الفقيد والوثائق التى كانت بحوزته وذلك لفهرستها وحفظها بما يليق بمكانة الكاتب الكبير، تغمده الله بواسع رحمته ورزق صحافتنا بفرسان جدد فيهم قبس من نوره.