يبدأ البرتغالي جوزيه بيسيرو المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، مهمته بشكل رسمي مع الفريق الأحمر اليوم الخميس، وذلك في أولى مباريات الفريق بالموسم الجديد للدوري الممتاز أمام طلائع الجيش، على إستاد بتروسبورت. الأهلي كان قد أعلن تعاقده بشكل رسمي مع جوزيه بيسيرو بعقد يمتد لموسم واحد قابل للتجديد، ليقود سفينة الفريق الأحمر في الموسم المقبل، خلفا لفتحي مبروك الذي أقيل من منصبه مؤخرا بسبب تراجع نتائج الفريق في الفترة الأخيرة، وخسارة لقبي الدوري وكأس مصر لصالح الغريم التقليدي الزمالك، وكذلك الخروج من الدور قبل النهائي لبطولة الكونفدرالية الإفريقية أمام فريق أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي. وفضل مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر، اختيار بيسيرو - الذي سبق له تدريب فرق سبورتينج لشبونة وسبورتينج براجا البرتغاليين، وباناثانيكوس اليوناني والهلال السعودي والوحدة الإماراتي بخلاف المنتخب السعودي الأول - لتولي الإدارة الفنية للفريق، وذلك على الرغم من وجود عدد كبير من المدربين أصحاب الخبرات الكبيرة على طاولة مجلس إدارة الأهلي لإختيار أحدهما وأبرزهم البرتغالي مانويل جوزيه. واختار بيسيرو، ثلاثة برتغاليين للانضمام للجهاز الفني الجديد للأهلي، وهم "أليكساندر دوس سانتوس في منصب المدرب العام، وريكاردو ديونيسيو مخطط الأحمال، وفيتور بيسيرو المحلل الفني"، بجانب تواجد محمد عبد العظيم "عظيمة" في منصب المدرب المساعد، وطارق سليمان كمدربا لحراس المرمى، على أن يتولى عبد العزيز عبد الشافي منصب مدير قطاع كرة القدم بالنادي، خلفا لعلاء عبد الصادق. مهمة بيسيرو في قيادة المارد الأحمر لن تكون سهلة على الإطلاق، وسيكون مطالب منه الكثير، والفوز بكل البطولات التي سيشارك فيها الأهلي في الموسم الجديد، بجانب تحسين أداء الفريق على أرضية الملعب، لتعويض إخفاقات الموسم الماضي، والذي سقط فيه الأهلي بعدما ظل متصدرا للمشهد الكروي في مصر لأكثر من عشر سنوات. ومن المنتظر أن يواجه جوزيه بيسيرو، تحديات كثيرة في مشواره مع القلعة الحمراء، وأبرزها (إعادة الأهلي لمنصات التتويج مرة أخرى، والسيطرة التامة على النجوم، والمقارنة مع مانويل جوزيه، وكسب ود وتعاطف الجماهير وإثبات صحة وجهة نظر وإصرار محمود طاهر على تعيين المدرب البرتغالي). 1 – العودة لمنصات التتويج. أخطر وأصعب التحديات التي ستواجه جوزيه بيسيرو، هي إعادة الأهلي لمنصات التتويج من جديد بعدما غاب عنها في الموسم الماضي، باستثناء الفوز بلقب السوبر المصري على حساب الزمالك. الأهلي خسر الموسم الماضي لقب الدوري الممتاز لصالح غريمه الزمالك وذلك لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك بعدما واجه الأهلي العديد من المشاكل الفنية والإدارية في الموسم المنقضي، حيث حل الأهلي في المركز الثاني برصيد 79 نقطة، وبفارق ثمان نقاط عن الزمالك البطل. كما خسر الأهلي لقب بطولة كأس مصر لصالح الزمالك أيضا، وذلك بعدما تغلب عليه في المباراة النهائية بهدفين نظيفين. الأهلي كان قد قدم أداء جيدا طوال مشواره بالبطولة حيث فاز على كل من طهطا بنتيجة 6-1 في دور ال32، والجونة بنتيجة 13-صفر في دور ال16، ثم اتحاد الشرطة بخماسية نظيفة في دور الثمانية، ثم بتروجيت بنتيجة 3-1 في الدور نصف النهائي، قبل أن يخسر من الزمالك في النهائي بثنائية نظيفة. كما ودع الأهلي بطولة دوري أبطال إفريقيا من دور ال16 أمام فريق المغرب التطواني المغربي بعد الخسارة بضربات الجزاء، ليلتحق الأهلي ببطولة الكونفدرالية، والتي ودعها أيضا من الدور قبل النهائي بعد خسارة قاسية من أورلاندو بيراتس بهدف نظيف ذهابا في جوهانسبرج، و3-4 إيابا في القاهرة. 2 – السيطرة على نجوم الفريق. من أهم التحديات أيضا التي ستواجه بيسيرو في الأهلي، هي كيفية السيطرة على العديد الكبير من النجوم الذي يضمه الفريق الأحمر في التوقيت الحالي، خاصة بعد الصفقات القوية التي أبرمها النادي في فترة الانتقالات الصيفية الماضية. الأهلي نجح في ميركاتو الصيف في التعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين، وأبرزهم "الجابوني ماليك إيفونا، والغاني جون أنطوي، وأحمد حجازي، ورامي ربيعة، وأحمد فتحي، وأحمد الشيخ، وصالح جمعة، ومحمد حمدي زكي". عدد كبير من جماهير الأهلي كانت رافضة فكرة التعاقد مع بيسيرو بسبب ما قيل عنه في بعض وسائل الإعلام عن ضعف شخصيته وعدم قدرته على السيطرة على اللاعبين والتعامل مع النجوم، ولكن المدرب البرتغالي نفى هذه الأنباء خلال مؤتمره الصحفي الأول بالنادي عقب توليه المهمة بشكل رسمي، مؤكدا أنه سبق له وأن قام بتدريب نجوم عالميين أمثال زين الدين زيدان ولويس فيجو خلال فترة تواجده في الجهاز الفني لريال مدريد الإسباني. وكان الأهلي قد عاني الموسم الماضي من مشاكل عديدة داخل الفريق وبين اللاعبين وأفراد من الجهاز الفني ولعل أبرزهم وائل جمعة مدير الكرة السابق، حيث فقد الجهاز بقيادة فتحي مبروك المدير الفني سيطرته على الأمور، مما أثر بشكل كبير على نتائج الأهلي، وكان أحد أسباب إقالة الجهاز الفني. 3 – كسب تعاطف الجماهير. شن عدد كبير من جماهير الأهلي، حربا شرسة على مجلس إدارة النادي برئاسة محمود طاهر، وذلك بعدما قرر الأخير تعيين جوزيه بيسيرو مديرا فنيا للأهلي، وعدم إسناد المهمة لمواطنه مانويل جوزيه الذي حقق إنجازات عديدة مع الفريق. واتهمت بعض الجماهير، المدرب الجديد بأنه ضعيف الشخصية، بجانب عدم تحقيقه لأي بطولات مع كل الفرق التي دربها في أوروبا والخليج، باستثناء لقب كأس الدوري البرتغالي مع فريق سبورتينج براجا، كما اتهمت مجلس إدارة النادي بالتخبط في عملية اختيار المدرب الجديد للفريق. وسيكون على بيسيرو أن يكسب ود وتعاطف جماهير الأهلي الغاضبة خلال الفترة المقبلة، وذلك من خلال تحسين نتائج وأداء الفريق في الموسم الجديد، وإعادته إلى منصات التتويج. وكانت الجماهير ورابطة أولتراس أهلاوي قد حضرت بكثافة في مران الأهلي الأول تحت قيادة بيسيرو على ملعب مختار التتش، حيث أعرب المدرب عن سعادته البالغة بالحضور الجماهيري وبالمساندة التي يلقاها الفريق من جماهيره العريضة، بجانب تحفيز وشحن طاقات اللاعبين. 4 – المقارنة مع مانويل جوزيه. مطالبة الجماهير إدارة النادي بالتعاقد مع مانويل جوزيه، حيث وصل الأمر لتنظيم مسيرة لجماهير الأهلي أمام مقر النادي بالجزيرة ، للمطالبة بإعادة مانويل جوزيه مرة أخرى، رافضة تماما فكرة التعاقد مع مدرب آخر، سيضع بيسيرو تحت ضغط كبير خلال مسيرته الجديدة مع الأهلي. وعقدت الجماهير مقارنات عديدة بين الثنائي البرتغالي "مانويل جوزيه وجوزيه بيسيرو"، وذلك قبل أن يبدأ الأخير مهمته بشكل رسمي مع الفريق الأحمر.. وخلال أحاديث بيسيرو مع وسائل الإعلام أكد صعوبة وضعه في مقارنة مع مانويل جوزيه الذي حقق إنجازات عديدة مع المارد الأحمر، في حين أنه لم يبدأ بعد مشواره مع الأهلي.