تأجيل الدراسة ببعض المدارس لحين اكتمال صيانتها والخوف يتملك الأمهات كعادته وبدلاً من أن يكون هذا اليوم عرساً ينطلق معه العام الدراسي الجديد فإن ما شاهدناه في العديد من المدارس بالمراحل التعليمية المختلفة أكد مجدداً على مدى الإهمال والتقصير واللامبالاة التى تشهدها العديد من مدارسنا. "الوادي" قامت بجولة ميدانية رصدت خلالها العديد من المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة، والتي بات خلالها وجود تباين واضح بينها، حيث أصرت بعضها على أن تستقبل يومها الأول في أبهى حالتها أما العديد من المدراس الأخرى فقد بات فيها الإهمال واضحاً للعيان . البداية كانت في مدرسة للغات بالدرب الأحمر، حيث شهدت المدرسة انتظاماً لتوافد الطلاب بجميع المراحل التعليمية من الحضانة وحتى التعليم الثانوي، مع الحرص الشديد على الالتزام بالزي الرسمي للمدرسة والذي تنوع بين اللونين الأخضر والأزرق. كما اعتنت الإدارة المدرسية بنظافة المدرسة، وحرصها على الإطمئنان بحضور الطلاب، ،في حين انتظر طلاب الصف الثالث الثانوي خلف باب من حديد يفصل بينهم وبين طلاب المراحل الأخرى بداخل المدرسة لحين دخولهم وحتى لا يتم التزاحم فيما بينهم. سوء المعاملة و غضب أولياء الأمور وعلى النقيض من ذلك وجدنا فى مدرسة محمد فريد التجريبية، التابعة لإدارة عابدين، بمنطقة أحمد ماهر، وجدنا حالة من الاستياء الشديدة باتت واضحة على أولياء أمور، من إدارة المدرسة، وسوء المعاملة التي قوبلوا بها. في حين تم منع أمهات الأطفال بال «kg1 » من دخول المدرسة للاطمئنان على أطفالهن الذين يبعدوا عن أحضانهن في أول يوم دراسى لهم. وفي هذا السياق قالت" أم عبد الرحمن" احدى أمهات الأطفال، "إن معاملة إدارة المدرسة في منتهى السوء"، مشيرة إلى عدم تمكنها من معرفة أي تفاصيل عن نظام العام الجديد، وعدم التمكن من أخذ هاتف احدى المدرسات القائمات بتعليم رياض الاطفال للاطمئان عن طفلتها والتي تبتعد عن حضنها لأول مره، مضيفةَ عدم تمكنها من التحدث إلى مدير المدرسة وغياب تواجده بين الأولياء. تأجيل الدراسة باحدى مدارس السيدة لاسبوع لحين اكتمال الصيانة واستمرت جولة "الوادي" وانتقلت الى احدى المدارس بالسيدة زينب، والتى قامت بانهاء يومها الدراسي الأول قبل أن يبدأ، حيث سلمت المدرسة الثانوية الفنية التجارية بنات، طالبتها الكتب الدراسية، على أن تبدأ الدراسة يوم الأحد القادم وذلك لعدم انتهاء أعمال الصيانة بالمدرسة دون اكتراث منها على مدى أهمية الوقت الذي يضيع هباءاً. كما شهد الصرح التعليمي إهمالاً واضحا للعيان والذي تكشف في القاء مخلفات البناء جراء تلك الصيانة التي تبدو أنها لم تنتهي بوقت قصير. وعن هذا يوضح أحد المدرسين بالمدرسة أنه تم تسليم مبنيين منذ شهر مارس الماضي لأحد المقاولين لتجديد وصيانة المبنيين، مؤكداً أن هناك تعنتا واضحا من قبل المقاول، مضيفاً أنه تم تسليم دفعة واحدة من الكتب -اليوم- وسيتم تسليم دفعتين أخرتين غدا وبعد غد، مؤكدًا على الاستياء الشديد من هذا الإهمال، مضيفا أنه تم إبلاغ إدارة التعليم والتعليم الفني ولكن دون جدوي. ومن جانبه قالت مديرة المدرسة أن تلك المشكلة ترجع إلى شركة المقاولات التي تم التعامل معها لإنجاز عملية الصيانة، مشيرةً إلى أنه لم يكن للإدارة المدرسية يد في هذا، مؤكدةً أنه تم إبلاغ الإدارة التعليمية ولكن "لا حياة لمن تنادي" . ومن جانبها قالت احدى أمهات الطالبات أن المدرسة في غاية السوء، مشيرةً إلى أنه لم يكن هناك اهتمام من الإدارة بما وصلت إليه المدرسة من إهمال، معبرة عن مدى استيائها بقولها:" الدنيا خربانة جوه". خوف الأمهات ومروراً بمنطقة المدبح بالسيدة، وجدت " الوادي" حالة من الفوضى فى أركان مدرسة الطيبي الإبتدائية للبنات، حيث قامت إدارة السيدة التعليمية بضم مدرستا الطيبي الابتدائية للبنات والبنين معاً القائمتان بشارع أرض جوزين ، ناقلةً الأطفال من البنين إلي المدرسة الخاصة بالبنات وتحويلها إلي مشتركة، وذلك لتحويل البنين إلي مدرسة تجريبية. كما رأينا فمدرسة الطيبي للبنات حالة من الإهمال والتي باتت واضحة في درجات السلم المنكسرة ودورات المياه المهملة، بالإضافة إلي حالة الهرج والمرج من الأطفال أثناء حصصهم الأولى في غياب للمدرسين. وفى مدرسة طيبي للبنين أفاد "الفراش " أنه تم نقل الأطفال إلي المدرسة الأخرى لحين الانتهاء من أعمال صيانتها وتحويلها إلي تجريبية كما الحال بالمدرسة التي تجاورها. وعن هذا أبدي العديد من أولياء الأمور استيائهم الشديد من هذا الدمج، حيث أوضحت احدي أمهات احدي الطالبات عن مدي خوفها علي ابنتها نتيجة هذا الدمج، مشيرة الي تكدس المدرسة وتضخم الاعداد بها عن ذي قبل. هذه هى عينات من مدارسنا اليوم فى يومها الأول .. يبدو أن الأمر لم يختلف كثيراً عن سنوات ماضية ، ورُبما أصبح أكثر سوءاً .. والسؤال إلى متى سيبقى هذا الحال ؟!