العلم يكشف هوية شهداء حادث منى المصريين

"لا يمكنك البقاء في المكان أكثر من ثوان معدودة، لأن رائحة الموت تنبعث بشدة، لكن المهم أن الإنسانية أكبر بكثير، وعليك أن تصل إلى ذوى شهداء حادث منى".. كانت هذه كلمات أحد الباحثين عن ضحايا حادث تدافع الحجاج في منطقة منى، والذي تحفظ على ذكر اسمه نظراً للتعليمات المشددة للسلطات السعودية، بعدم الإدلاء بأى معلومات لها علاقة بالحادث.
رحلة البحث عن ضحايا الحادث بدأت باستقلال إحدى سيارات التاكسى للتوجه إلى المشرحة أو المستشفيات التي توجد بها جثث، وهى عدة مستشفيات، وعلى لجان التعارف التابعة للبعثات المختلفة زيارتها لإيجاد الجثامين، وفى منى وحدها 3 مستشفيات هي "الجسر- الطوارئ – الوادى» وتضم مكة أيضاً مجموعة مستشفيات تحتفظ بعدد من الجثامين هي «المعيصم» و«قوات الأمن».
ومع توجه اللجان إلى أماكن حفظ الجثامين لا يوجد سوى خيارين إما المشرحة ولمشاهدة الجثة والتعرف عليها أما الخيار الثانى والأقل حدة فهو مشاهدة الصور، وهنا تشاهد صورتين إحداهما للوجه والثانية بشكل جانبى، لكن مشكلة الصور أنها لا تظهر «الأسورة – السلسلة» المدون عليها بيانات الضحية.
تواصل اللجان رحلة التعارف وهى تعتمد على «الملامح والتخمين» والربط بين المفقودين والجثامين الموجودة بالمشرحة، لكن لا توجد آلية بحث محددة تسهل الوصول إلى شخصيات الضحايا خاصة مع تعدد الجنسيات المختلفة المتواجدة بالمشرحة.
وتعتمد لجان التعارف على سبيل المثال على وجود إشارة مثل العلم المصرى على ملابس الإحرام أو ارتداء الحاج لسلسلة شركة مصر للطيران، ثم محاولة مطابقة الصورة على عدة صور لدى البعثة الرسمية أو ربط معلومات لها علاقة بمفقود والجثمان الذي يتم البحث عن شخصيته.
من جانبها، تحاول البعثات المصرية الثلاث تحرى الدقة قدر الإمكان في إعلان أسماء المتوفين، فيما واصلت اللجان التابعة لبعثة الحج الرسمية المرور على المستشفيات السعودية التي تم نقل مصابو وقتلى حادث التدافع إليها، والذى حدث الخميس الماضى، بشارع 204 بمنى بالقرب من جسر الجمرات والذى راح ضحيته نحو 800 حاج، خاصة مشرحة مستشفى المعيصم التي يوجد بها العديد من الجثامين المجهولة التي لا تحمل إثبات شخصية.
وقدرت مصادر ببعثة الحج عدد البلاغات التي قدمت حتى الآن بخصوص المفقودين منذ الحادث ب48 مفقودا، لافتة إلى أن هناك العديد من الشركات لا تزال تتقدم بأسماء حجاج مصريين مفقودين منذ وقوع الحادث، موضحة أن أرقام الوفيات بين الحجاج المصريين مرشحة للزيادة.
من جهة أخرى، قال محمد شعلان، المشرف العام على الحج السياحى، إن البعثة دعمت لجان المدينة المنورة بمجموعات عمل من المفتشين ممن لهم حق الضبطية لتتولى الإشراف والمراقبة والمتابعة لأداء الشركات السياحية وعمليات تسكينهم بفنادق المدينة المنورة.
وأضاف أن حجاج السياحة سيقضون مدة زمنية تتراوح ما بين 4 و6 أيام بالمدينة، مشيرا إلى أن اللجان التابعة للسياحة في كل من قرية الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز بجدة ومنفذ حالة عمار على الحدود السعودية الأردنية بالمدينة المنورة الخاص بالحج البرى، اتخذت مواقعها للإشراف على عمليات العودة لحجاج السياحة سواء بالطيران أو بالطريق البرى. وتابع شعلان أنه طالب لجنة التائهين بالمدينة المنورة بإعادة الحجاج المصريين التائهين من جميع البعثات المصرية المنظمة للحج، وهذه اللجنة ستعمل على مدار 24 ساعة لاستضافة التائهين بمقر البعثة وتقديم الوجبات الغذائية لهم لحين عودتهم لمقار إقامتهم.
وقال باسل السيسى، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إنه سيتقدم بمذكرة، اليوم، إلى مؤسسة الطوافة السعودية اعتراضا على السلبيات التي حدثت بمخيمات منى من انقطاع التيار الكهربائى عن العديد من المخيمات وتعطل أجهزة التكييف رغم التنبيه أكثر من مرة على المؤسسة لتلافى تلك الأخطاء المتكررة والتى أدت إلى تذمر العديد من الحجاج المصريين.