بعد حوالي نصف عام على رحيل الكاتب الألماني جونتر جراس تقدم دار شتايدل الآن في جوتينجن الكتاب الأخير الذي ينتظره القراء بشغف، للكاتب حامل جائزة نوبل. يحمل الكتاب عنوانا بلهجة شرق بروسيا "من الأزل". الناشر جيرهارد شتايدل وخبراء في الأدب يريدون شرح ظروف نشوء هذا العمل، وسوف ينزل الكتاب إلى الأسواق غدا الجمعة. كان جراس قد أنهى فعليا كتابة "من الأزل" قبل وفاته في 12 أبريل الماضي، وكان يريد فقط إنجاز التحضيرات للطباعة بالتعاون مع شتايدل. وحسب معلومات الدار، فإن صاحب كتاب "طبل الصفيح" قد أنجز كتابه الأخير "في مزيج مؤثر رائع من التفاعل والتداخل بين الشعر والسرد والتصوير". ويقع الكتاب في 176 صفحة ويضم، حسب دار النشر ، ويحتوي على رسائل غرامية وحوارات مع الذات ودراما الغيرة وقصائد، وسخرية اجتماعية إلى جانب لحظات السعادة. وأضافت دار النشر أن جراس قد ضم حكايات عاطفية مؤثرة بأسلوب فني متميز في الكتاب. "فجأة يأخذ النثر القصير الإيقاعي صدى متعدد الأنغام، ويتطور إلى قصائد ملحمية متزايدة أو شعر رائد صريح". وكانت ابنة جراس، هيلينه، قد قرأت مقتطفات من الكتاب خلال أمسية مؤثرة في يونيو. المتخصص في علوم اللغة الألمانية في جوتينجن، ورئيس أكاديمية اللغة والشعر الألمانية، هاينريش ديتيرينج، أطرى حينها على الكتاب المكتوب بأسلوب سهل، رغم جدية الموضوع: "أصبح (من الأزل) عملا فنيا مؤثرا، وأحيانا ساحرا". وتدور أحداث الكتاب حول آخر الأشياء، حول التنوع الجسدي، حول الموت، وأيضا حول السؤال عن الله. بأسلوب لا يخلو من الصرامة والغرابة، وبالكثير من روح المرح، يصف جراس – حسب ما يمكن استنباطه من المقتطفات التي قرأتها هيلينه جراس – مشاكله الذاتية مع الشيخوخة. النص الذي تمت قراءته أيضا "إلى أين، وأين سوف نتمدد" تزينه الكثير من نفحات الفكاهة. لأن ناظم ضربات القلب الثاني عجز عن القيام بمهمته، ولأن الرئة كانت مهترئة بعد سنوات طويلة من التدخين، طلب جراس من النجار أن ينجز تابوتا له وآخر لزوجته، حيث يمكنهما الاستلقاء فيهما من باب التجربة. "يا له من أمر غريب، أن يسمع كل منا نَفَسَ الآخر". وقد ندمت زوجته على عدم تصويره وهو مستلق في داخل الصندوق.