المرحلة الانتقالية التي تحيط بالبلاد تجعل من مبدأ التوافق والاتفاق الوطني أمراً شديد الأهمية حتى تستطيع أن تستعيد الدولة المنهكة عافيتها وتعود لدورها القيادي المحلي والاقليمي والدولي وذلك عن طريق الإحلال والتجديد لكافة القطاعات وفي مختلف المجالات لكن هل ذلك الإحلال والتجديد للنظام بأكمله قادر أن يعيد للدولة عافيتها وقوتها وهيبتها. نرصد ذلك من واقع رؤية شخصيات كانت بالحزب الوطني السابق "المنحل" حول قدرة قيادات جماعة الاخوان المسلمين بكوادرها السياسية على قيادة البلاد. في البداية يقول حسن المختار حسن صميدة عضو الحزب الوطني السابق ورئيس حزب الاتحاد المصري العربي، بأنه من الطبيعي الا يستحوذ فصيل واحد على السلطة بل يجب تحقيق التوافق الوطني والتعاون بين كل الأطراف لأنه من الصعب بل من المستحيل أن لا يتم ذلك حيث أن جماعة الإخوان تتلخص فى جملة "جماعة قوية بلا كوادر" وبالتالي وجب الإعتماد على الكوادر الخارجية من أهل الخبرة لكن ذلك لن يتحقق في ظل صعود الرئيس محمد مرسى لمقعد الرئاسة، والقول بأنه رئيس لكل المصريين عار من الصحة حيث سيكون هناك أمور تجري من خلف الستار، فعلى سبيل المثال السيد خيرت الشاطر رجل أعمال واقتصاد فما علاقته بالسياسة فالتنبؤ بزواج السلطة والمال أمر قد يكون واقعاً قريبا وبالنسبة للدكتور سعد الكتاتني كيف لهذا الشخص أن يكون رئيساً لمجلس شعب الثورة وهو ليس بأهل الخبرة، وما علاقة محمد بديع المرشد العام للجماعة بالحياة السياسية فهو مرشد لجماعة لا تتضح ملامح لها ما إن كانت دعوية أو سياسية فعلاقتها بحزب الحرية والعدالة يجب أن تنتهي حتى تتضح تلك المعالم وفي رؤيتي للجماعة وحزبها لا أرى سوى محمد البلتاجى كرجل يحب عمله ويحقق أهدافه. ويؤكد إبراهيم المنزلاوي عضو اللجنة الاقتصادية عن الحزب الوطني السابق أن النهج الديموقراطي يقول أن حزب الأغلبية يجب أن يشكل الحكومة بكاملها حتى يتسنى لنا الحكم عليه ويصبح موضع مسئولية ومسائلة لكن في ظل أوضاعنا الحالية وثورية الشارع يعجز عن تحقيق ذلك. بجانب أن الجماعة بكوادرها لا تستطيع تحقيق كافة تطلعات الشعب فالجماعة ليس لديها الخبرة فى وزارات مثل الداخلية والخارجية وغيرها من الوزارات السيادية ومن من كوادرها يستطيع تحمل تلك المسؤولية هل "الشاطر" رجل الاقتصاد أم "بديع" مرشد الجماعة والمفترض أنه خارج الحلبة السياسية أم محمد البلتاجي الإداري أم سعد الكتاتني بشخصيته المتواضعة غير الحازمة أم أكرم الشاعر حيث أبرز الواقع ضعفه وتواضع خبرته. وأشار الدكتور عبدالعزيز الإمام عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني السابق أن التوافق والمشاركة بين كافة الأطراف هي السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي عن طريق الإستفادة من الخبرات السابقة للقوى المجتمعية غير الإخوانية إلى جانب تلك الشخصيات الإخوانية حيث يعطى ذلك تناغم بين أطراف المجتمع مما يدفع عمليات التنمية الوطنية في كافة المجالات، وعن رأيه حول أداء مجلس الشعب وقيادات الإخوان قال إن مجلس الشعب أظهر إخفاقاته الملموسة لدى الجميع ولم يحقق متطلبات الشعب المرجوة، ويرجع ذلك للسياسات التي إتخذتها جماعة الإخوان بحزبها الحرية والعدالة ليظهر للجميع حقيقة تلك الجماعة وهشاشة حكمتها الإدارية. وفي مداخلة من هاني رسلان رئيس تحرير ملف الأهرام الإستراتيجي وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى السابق قال إن تحقيق مبدأ التحالف بين الجماعة بكوادرها والقوى السياسية يعطى بكل تأكيد نتائج إيجابية للبلاد سياسياً ومجتمعياً وإقتصادياً وأضاف أن الجماعة وحدها لديها الكوادر والشخصيات القيادية التى تستطيع الخروج الآمن للبلاد نظرا لتزايد شعبيتها في الآونة الأخيرة.