كالعادة فى كل عام وبالرغم مما حققه كعميد للأدب العربى وما أضافه للمكتبة العربية والعالمية تحتفل فقط أعماله على أرفف المكتبات بذكرى وفاته ال41، وسط حالة استكانة لدى وزارة الثقافة ومؤسسات الدولة الثقافية الا من نذر محتفليين بذكراه ببعض الإحتفالات الغير منظمة حفظاً لماء الوجه. ومنذ أن فتح عيناه فى 15 نوفمبر سنة 1889 ولمدة أربعة أعوام حتى أصاب عيناه بالرمد أطفاء نور البصر فيمهما إلى الأبد الإ أنه لم يطفأ نور بصيرته ،تعلم فى الطفولة مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم فى الكتاب الذى كان يديره بمغاغة في عزبة الكليو على يد الشيخ محمد جاد الرب، وفى الأزهر تلقى العلم على يد عدد من الأساتذة والمشايخ أبرزهم: سيد المرصفى، والشيخ مصطفى المراغى، والشيخ محمد بخيت, والشيخ عطا، والشيخ محمد عبده، وقد أعجب بادئ الأمر كثيراً بآراء هذا الأخير واتخذه مثالاً في الثورة على القديم والتحرر من التقاليد. في الجامعة المصرية تتلمذ على يد كل من أحمد زكى فى دروس الحضارة الإسلامية، أحمد كمال باشا، فى الحضارة المصرية القديمة, والمستشرق جويدي فى التاريخ والجغرافيا. اما فى الفلك فتتلمذ على كرنك نللينو, وفى اللغات السامية القديمة على المستشرق ليتمان، وفي الفلسفة الإسلامية على سانتلانا، وفى تاريخ الحضارة الشرقية القديمة على ميلوني، والفلسفة على ماسينيون, والأدب الفرنسي على كليمانت. أما في جامعة باريس فدرس التاريخ اليوناني على غلوتسس، والتاريخ الروماني على بلوك، والتاريخ الحديث على سيغنوبوس، وعلم الاجتماع على اميل دوركايم، وقد أشرف هذا ومعه بوغليه على اطروحته عن فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، بمشاركة من بلوك وكازانوفا. على أثر تحويل طه حسين إلى التقاعد انصرف إلى العمل الصحفي فأشرف على تحرير "كوكب الشرق" التي كان يصدرها حافظ عوض، وما لبث أن استقال من عمله بسبب خلاف بينه وبين صاحب الصحيفة، فاشترى امتياز "جريدة الوادي" وراح يشرف على تحريرها، لكن هذا العمل لم يعجبه فترك العمل الصحفي إلى حين, كان هذا عام . .1934 وفي العام نفسه أي عام 1934 أعيد طه حسين إلى الجامعة المصرية بصفة أستاذا للأدب، ثم بصفة عميد لكلية الآداب ابتداء من سنة 1936. وبسبب خلافه مع حكومة محمد محمود، استقال من العمادة لينصرف إلى التدريس في الكلية نفسها حتى سنة 1942، سنة تعيينه مديراً لجامعة الإسكندرية، إضافة إلى عمله الآخر كمستشار فني لوزارة المعارف، ومراقب للثقافة في الوزارة عينها, وفي عام 1944 ترك الجامعة بعد أن أُحيل إلى التقاعد. .وفي سنة 1950صدر مرسوم تعيينه وزيراً للمعارف, وبقي في هذا المنصب حتى سنة 1952، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية، بعد أن منح لقب الباشوية سنة 1951، وبعد أن وجه كل عنايته لجامعة الإسكندرية، وعمل رئيساً لمجمع اللغة العربية بالقاهرة, وعضواً في العديد من المجامع الدولية, وعضواً في المجلس العالى للفنون والآداب. وفي سنة 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ, كما عاد إلى الصحافة, فتسلم رئاسة تحرير الجمهورية إلى حين. تعرض عميد الأدب العربى د.طه حسين في عام 1926 العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري ومحمود محمد شاكر وغيرهم. كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين بسبب كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي" والذى عمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين، الإ أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن. فعدل اسم كتابه إلى "في الأدب الجاهلي" وحذف منه المقاطع الأربعة التي اخذت عليه. من اهم أعمال د.طه حسين: الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى على وبنوه، فى الشعر الجاهلى، الأيام، دعاء الكروان، شجرة البؤس،المعذبون فى الأرض، على هامش السيرة، حديث الأربعاء، من حديث الشعر والنثر، مستقبل الثقافة فى مصر، أديب، مرآة الإسلام، الشيخان، الوعد الحق، جنة الشوك، مع أبى العلاء فى سجن، فى تجديد ذكرى أبى العلاء، فى مرآة الصحفى". طه حسين سابع أولاد أبيه حسين ، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري ، وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا رقيق الحال في شركة السكر.