للحفاظ على التراث والحضارة والثقافة واللغة النوبية اجتهد بعض النشطاء النوبيين في ترسيخ فكرة قيام يوم نوبي سنوي في السابع من شهر يوليو خشية اندثار الثقافة النوبية حيث انهم وعلى مدى قرن كامل مهددون بهجرات قسرية متتالية منذ قيام سد اسوان 1902م كما انه قد تم تهجير النوبيين (هجرة قسرية) من موطنهم الاصلى بسبب قيام السد العالي مع تشتيت جمعهم بين دولتين (مصر والسودان) حيث (كوم امبو) في صعيد مصر و(خشم القربة) شرقي السودان. وفكرة اليوم العالمي للنوبة جاءت من خلال الفكرة التي طرحت أواخر عام 2004 لاختيار يوم نوبي فوقع الاختيار على أن تكون المناسبة في العام المقبل وفي موسم الأجازات، تجددت الفكرة عام 2006 وتمت الموافقة على اختيار المناسبة في شهر 7 كموسم للأجازات الصيفية فتصادف يوم 7 يوليو في ذلك التاريخ يوم جمعة وهو يوم عطلة، وبعد ذلك جاء ت فكرة أن تكون البداية الرسمية في ذلك التاريخ فى العام التالي 2007 ليصادف توافق في تاريخ اليوم والشهر والسنة متماشيا مع قدسية الرقم 7 عند النوبيين في عاداتهم وتقاليدهم. ولعل معانة النوبيين في التهجير قد تجسدت في رائعة الاديب النوبي العالمي محمد خليل قاسم في رائعته "الشمندورة" التي كانت أشبه بمعايشة للكاتب في قريته "قتة" هذه القرية النوبية الصغيرة التي تأثرت حياتها باتخاذ قرار تحويل مجرى النهر عام 1962 والبدء في مشروع بناء السد العالي، وهو ما حرك "قاسم" ليكتب أحداث "الشمندورة" التي تدور حول تأثير التعلية الثانية لخزان أسوان عام 1933 على النوبيين، ولم يتطرق "قاسم" إلى سرد تأثيرات السد العالي على حياة النوبيين واستقرارهم، واكتفى بتأثير بناء الخزان تاركًا ذلك للأدباء من الجيل الذي جاء بعده. وعلي الرغم من ان النوبة جرح لم يندمل بعد، الا انها لا تلقي الاهتمام اللازم من النخبة السياسية و تثار فقط عند الاستحقاقات السياسية ومن الطبيعي بل ومن المشروع أن يتزلف الساسة للنوبيين، فهم كتلة تصويتية لا يستهان بها، وإن كنا لا نملك رقما للنوبيين، وكأن تعداد النوبيين "سرا عسكريا" لا يمكن الإفصاح عنه. اضف الي ذلك ان النوبة مثال للفكر العصبوي والقبلي فمن السهل تنظيمه وتوحيده سياسيا، حيث يمارس كبار العائلات ادارة العملية السياسية و يعتبرون "القادة الطبيعيين" للنوبة، ودائما ما تطبق الافكار الابوية التي تستبعد الاصغر سنا والنساء عن دائرة اتخاذ القرار. في اليوم العالمي للنوبة، نحتفي برافد للثقافة المصرية، و الاحتفاء بها لا يجب الا يقتصر علي الحفلات، بل بالحفاظ علي التراث و اللغة، فضلا عن أن المطالبة بالتعددية الثقافية و العرقية في مصر، ما هي الا محاولة لجعل الدستور انعكاسا للواقع المصري، مصر ليست ذات هوية احادية علي الاطلاق والتعددية الثقافية ما هي الا اقرار بان مصر نتاج تراكم واسهام ثقافات مختلفة، التركيز علي ثقافة واحدة فقط ، اجحاف للاخرين ، النوبة عانت و مازالت تعاني من فشل السياسات الحكومية المصرية السابقة، بعد أن تم هجر اهل النوبة قسريا أربع مرات في أعوام(1902، 1912،1932،1964) بدون تعويضات او تنمية لقراهم تذكر. وهذا ما دفع فاطمة إمام سكوري، ممثلة الشباب و المرأة المنتخبة بالنوبة إلي طرح وثيقة تشريعية تتناول مقترحات عن مواد دستوريه ، ترسخ مبادئ حقوق الانسان و المواطنة التي يجب ان يستند اليه الدستور المزمع كتابته روحا و نصا أهم المبادئ التي تتناولها الباحثة بالذكر والتفصيل مبدأ عدم التمييز ومبدأ التعددية الثقافية. وقالت "سكوري" إن مفهوم عدم التمييز يعد من اهم مبادئ العرف لان المجتمع الدولي استقر علي الزاميته وهو احد مصادر القانون الدولي لحقوق الانسان ، فقد تم التعارف علي النص علي مبدأ عدم التمييز في المادة الثانية من كل الاتفاقيات الدولية و الاقليمية المختصة بحقوق الانسان. وأكد المهندس طارق صابر، أحد اهالي النوبة أن الدليل الدامغ على احقية اهل النوبة بالعودة لديارهم تم اكتشافه بالصدفة من قبل شباب نوبي كانوا يسجلون فيلما وثائقيا عن النوبة، وخلال حديثهم مع مشايخ وكبار القرية وجدوا بطاقاتهم الشخصية والعائلية التي استخرجتها لهم حكومة جمال عبدالناصر أثناء التهجير كان مكتوب فيها "تهجير مؤقت"،موضحا أن هذا دليل لأى حكومة تنكر حق العودة للنوبيين, لأنه فى وقته تم اقناع جميع النوبيين انه تهجير مؤقت فقط ولابد من الرجوع يوما ما.