لا أحد يتصور أن يصبح مصير، مصدر حياة المصريين، الذين يعيشون عليه منذ العصور الأولي للحياة، وهو نهر النيل، التلوث، فمصر هبة النيل أصبح الإهمال فيها في كل مكان، حتى نهر النيل الذي يعد شريان الحياه. لا يمكن لأحد تخيل ما قام به المسئولون عن فرع رشيد، بمحافظة المنوفية من فتح مصارف صحية في فرع النيل، منذ أكثر من عشرين عاما، وكأن أرواح البشر هينة للدرجة. يقول مصطفى هنداوي، رئيس لجنة المتابعة بحملة مين بيحب مصر، بالمنوفية، إن فرع رشيد، أحد فرعي نهر النيل، أصيب بالتلوث منذ 20 سنة، حيث قامت الجهات المسئولة عنه بفتح مصرف صرف صحي، دائم بداخله، يبدأ من أول الفرع من محافظة الجيزة و يمتد إلى كفر الزيات، وأدى تلوث الفرع إلى موت أكثر من 13 نوع من الأسماك، ولم ينج منه إلا القرموط، الذي يتعايش مع مياه الصرف الصحى بطبيعته. وأضاف هنداوي، أن الصيادين ساكنى فرع رشيد، بادروا بإرسال الشكاوى والخطابات والإغاثات المستمرة، بداية من الموظف المنوط فى وزارة البيئة، تدريجيا إلى مكتب النائب العام دون أى جدوى أو حلول على أرض الواقع. وتابع، الفرع كان مصدر رزق ل 6000 أسرة ولكن بعد تلوث المياه وموت الأسماك أصبحوا دون مصدر رزق، أو أى دخل للأسرة، فانصرف بعضهم عن الصيد ولجأ لمهن أخرى، لجلب الرزق، و لكن ليس بالكافي، أو بديلا مناسبا لمهنتهم الأصلية. أما عن الآراضى الزراعية المحيطة بالفرع، فهى تروى بمياه ملوثة و محملة بالعديد من بالأمراض الكثيرة و المختلفة، أهمها البلهارسيا والإلتهاب الكبدي و فيرس سي و أمراض خطيره تهدد المجتمع المحيط بالفرع بالموت المحتم، ما لم تتدخل أى جهة حكومية سواء من البيئة أو غيرها منذ 20 عاما وأكثر. واشار هنداوى ان الصيادين المتضررين قاموا بعرض حلول بديلة على الجهات المختصة و هي نقل هذا الصرف الى الصحراء و يستخدم فى زراعة 1000 فدان ل نبات الخروع و يعطى انتاج خلال 120 يوم فقط . أو زراعة شجر الجزورينة و هو ينتج أخشاب بعد 4 سنوات . ولكن لم يهتم أحد بالفكرة . من جهتهم قال مجموعة من الصيادين، إن مصدر رزقهم الوحيد، سينقطع بسبب تلوث المياه فى فرع رشيد، ومصرف الرهاوي، الذى يتلقى مخلفات الصرف الصحى فى الجيزة. وقال عوض إبراهيم أحد الصيادين، أن منسوب المياه منخفض فى الفرع ويسبب زيادة التلوث، وهناك محاضر كثيرة تُرفع ضد الصيادين من القائمين على حماية النهر دون أن يكونوا مذنبين، رغم شكواهم بتضررهم من التلوث بسبب مياه الصرف. بينما اشتكي صيادون أخرون من سوء إدارة محافظة المنوفية لتلك الأزمة، وعدم تدخلها لحل مشكلاتهم، بالإضافة إلى عدم إلتفات المحافظ إلى شكواهم من الأساس.