أكد وزير الخارجية سامح شكرى، اليوم السبت، استمرار العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة وتدعيمها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بين الجانبين. وأوضح شكري - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي يزور القاهرة حاليا - أن كيري أجرى مباحثات مطولة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكانت فرصة لتناول العلاقات الثنائية بشكل اتسم بالصراحة والعمق وكذا العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلي الأوضاع في العراقوسوريا وليبيا وجهود تثبيت الهدنة في غزة. وأضاف أن "المباحثات تناولت أيضا اجتماع جدة الذي تمحور على الإرهاب والعمل المشترك لمواجهته وفيما يتعلق بانتشار تنظيم (داعش)، وأهمية العلاقة الاستراتيجية التي تربط بين الولاياتالمتحدة والاتفاق على استمرارها وتدعيمها على أساس من الاحترام المتبادل حيث أن البلدين لهما تأثيرهما". وتابع أن "المباحثات تطرقت أيضا إلي القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الرئيسية في المنطقة".. مشيرا إلي وجود توافق بين القاهرةوواشنطن على أهمية استئناف المفاوضات من أجل الوصول إلي إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وما يترتب على ذلك من إزالة التوتر على المستوى الإقليمي. وأكد وزير الخارجية على استمرار المشاورات بين مصر والولاياتالمتحدة..مرحبا بزيارة نظيره الأمريكي الحالية إلي مصر. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكى على استمرار المشاورات مع الوزير سامح شكري في إطار العلاقات التي وصفها ب"القوية" بين الجانبين، لافتا إلي وجود مبادرات جديدة سوف يتم العمل عليها سويا. وأعرب كيري عن شكره للرئيس السيسي والوزير سامح شكري لدعوته لزيارة مصر.. مشيرا إلي أن المحادثات تطرقت إلي التحالف الذي يتم محاولة تشكيله لمواجهة تنظيم (داعش) وكذلك العديد من الملفات مثل سورياوالعراق والمفاوضات مع إيران. وشدد على أن العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة تشكل جزءا مهما من علاقة الولاياتالمتحدة مع كامل المنطقة، قائلا إنه "أكد مجددا على رغبة الولاياتالمتحدة في دعم تحقيق الإصلاحات في مصر وسوف ندعم مصر الإصلاحات الاقتصادية والانتخابات البرلمانية والاستقرار". وأضاف أن "الولاياتالمتحدة وعدت بالاستمرار في العمل مع مصر لتعزيز مصالحنا المشتركة.. كما جددت التأكيد للرئيس السيسي على تقدير واشنطن للدور القيادي لمصر في التوصل إلي اتفاقية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة". وأكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، الذي يزور القاهرة حاليا - خلال المؤتمر الصحفي المشترك اليوم مع وزير الخارجية سامح شكري - على أنه تم الاتفاق مع مصر على العمل مع الحكومة المنتخبة في ليبيا وممثليها من خلال مجلس النواب المنتخب، مشيرا إلي أن الحوار هو الطريق والحل بالنسبة للوضع الحالي في ليبيا. وأضاف أن "مباحثاته مع الجانب المصري تركزت على الاستمرار في محاربة الإرهاب، ومصر في الخطوط الأمامية لهذا الإرهاب، ونحن نسعى في محاولة لدعم عمل الحكومة الليبية، كما أنه تمت الموافقة على تقديم 8 طائرات حربية لمصر دعما لجهود القضاء على الإرهاب وقبل أن يصبح خطر الإرهاب يمثل خطرا على الجميع". وأكد أن ذلك يأتي في الوقت الذي تستمر فيه (داعش) كمنظمة تقول إنها تحارب للدفاع عن الإسلام، بينما ذلك ليس له أية علاقة بالإسلام وهذه تمثل رسالة كراهية مرفوضة من قبل الجميع وغالبية المسلمين في العالم. وأشار كيري إلي أنه اجتمع في جدة مع ممثلين من الأردنوالعراق ومصر ولبنان لمناقشة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب..معتبرا أن مصر تعد مركزا ثقافيا في العالم العربي وعليها دور لنبذ الأيدلوجية المتطرفة. وقال إنه "بإمكان المؤسسة الدينية ممثلة في الأزهر ودار الإفتاء دعم هذا التوجه في إطار ما نادى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتدخل من أجل بناء تحالف ودعم دولي يدعم الحكومة العراقية وتقديم المساعدة العسكرية وكذلك إيقاف تدفق المقاتلين الأجانب وإلغاء ووقف التشويه للإسلام الذي تمارسه داعش"، مضيفا أن "مصر والجامعة العربية يدعمان التحالف في كل اجتماع، وناقشنا في كل الاجتماعات جذب المزيد من الدول وتوزيع المهام والمسئوليات". وأعرب وزير الخارجية الأمريكى عن تقديره لما أعلنه رئيس الوزراء العراقى من أنه يجرى اتخاذ خطوات لمحاربة (داعش) والحرص على عدم وقوع مدنيين. ولفت إلي أنه سيلتقى وزير الخارجية سامح شكري بعد غد /الاثنين/ بباريس حيث سيشاركان في المؤتمر الدولي حول الأمن والاستقرار في العراق. وأضاف أن "شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أعربا عن التزامهما بالعمل مع الدول المعنية، وأنه سيتم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة مناقشة ملف الإرهاب وداعش". وردا على سؤال حول عودة مصر لدورها الإقليمي بقوة ورؤيتها للتحركات التي تتم بالمنطقة بالنسبة لملف الأوضاع في ليبيا والعراق ومكافحة الإرهاب.. قال وزير الخارجية سامح شكري - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري - إن "مصر تضطلع بمسئوليتها في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط لأن الأمن الدولي والإقليمي يحقق مصلحة مباشرة للأمن القومي المصري ويخلق إطار الاستجابة للاحتياجات التنموية وبناء الدولة العصرية الديمقراطية تتفاعل بشكل إيجابي"، مشيرا إلى أن اجتماع جدة الأخير وضع تصورا وتوافقا بين الشركاء لمقاومة الإرهاب و(داعش). وأكد أن مصر طالما كانت داعية لضرورة توافق المجتمع الدولي لمكافحة الأعمال الإرهابية وتلك المنظمات التي تتخذ من الإسلام غطاء وتتخذ من الأساليب الوحشية ما لا يتواكب مع متطلبات العصر ومصلحة شعوب المنطقة، مشددا على أن مصر تدعم الجهود الدولية وسنعمل معا للقضاء على هذه الظاهرة بالعراق وليبيا والعالم العربي والقارة الأفريقية. وأضاف شكري أنه "سيكون هناك اجتماع لدول جوار ليبيا في 17 سبتمبر بإسبانيا للنظر في الإطار السياسي الذي سبق واعتمدته دول الجوار ومصر والآثار المرتبطة باستمرار الدعم العسكري.. ونأمل أن يصب ذلك في مصلحة الشعب الليبي ويدفع بالأطراف المتصارعة للحل السياسي ودعم الشرعية الممثلة بمجلس النواب والحكومة الليبية التي تعبر عن إرادة شعب ليبيا بعد انتخابها في انتخابات اعترف بها المجتمع الدولي.. ونأمل أن تستعيد المؤسسات الليبية قدرتها في المرحلة القادمة". وردا على سؤال حول رؤية الولاياتالمتحدة للعلاقات مع مصر.. اعتبر كيري أن "مصر هي حجر الأساس للشعوب العربية ومركز ثقافي وفكري مهم في هذا الجزء من العالم، كما أن تاريخها له أهميته". وأضاف أن "مصر تمر بتحول هائل، وأن الانتخابات أجريت، وأن النجاح لها للمنطقة وللمصريين"، معتبرا أن مصر حليف في مجال الأمن الإقليمي.. مستشهدا في هذا الصدد باتفاقية السلام مع إسرائيل. وأشار إلي أن الرئيس السيسي أكد التزام مصر بأن تعقد الانتخابات البرلمانية واتخاذ العديد من الإجراءات لجذب الاستثمارات..موضحا أن الولاياتالمتحدة لديها الاستعداد للمساعدة في هذا الصدد. وأكد كيري أنه "في بعض الأحيان الأصدقاء يختلفون ولكن يتم التركيز على المصالح المشتركة".