أضرب الرئيس التونسي "المرزوقي" عن العمل إحتجاجًا على تقليص صلاحياته ، وحيث أن حديث الصلاحيات بين الرئيس "مرسي" والمجلس العسكري مثار بشدة حاليًا فقد صار التساؤل هل يفعلها مرسي" هو الآخر؟ سمير الوسيمي القيادي بالحرية والعدالة يؤكد أن "مرسي" لن يفعل هذا لأسباب كثيرة منها الدعم الشعبي وحجم التفاهم بينه وبين المجلس العسكري وبالنسبة للسلطة التشريعية فإما يعود البرلمان بدون الثلث أو تتم الإنتخابات قريبًا ويأخذ مجلس الشعب صلاحياته و"مرسي" يختلف عن "المرزوقي" حيث أن "مرسي" ورائة تيار إسلامي وعدد كبير جدًا من التيار الليبرالي رافضين الحكم العسكري فلو فكر في إتخاذ موقف فسوف يجد ورائه الملايين يناصرونه وينزلون كل الميادين ويكفي وقفته في الميدان وسط كل تلك الحشود ليس هذا شكل رئيس ضعيف يضطر للإضراب عن الطعام حتى يأخذ صلاحياته ولكنه يترك الأمور تأخذ وقتها دون تسرع يدخل البلاد في مطبات لاتتحملها المرحلة الراهنة. بينما يقول دكتور"عبد السلام نوبر" أستاذ علوم سياسية أن الرئيس محمد مرسي لن يلجأ للإضراب عن العمل أو إجراءات من هذا القبيل أو الإستقالة لعدم تمتعه بصلاحياته ، مؤكدا أن الوضع في مصر سوف يأخذ وقتا طويلا حتى يستقر موضحا أن الرئيس يعلم بهذا منذ بداية حلفه لليمين أمام المحكمة الدستورية ويدل على ذلك رضائه التام على ما قرره المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإصداره ما يعرف بالإعلان الدستوري المكمل التي ينص على تقليص صلاحيات الرئيس المنتخب محمد مرسي مشيرا إلى أن الرئيس "مرسي" لديه الصلاحيات المطلوبة ماعدا إدارة القوات المسلحة وإعلان الحرب ومثل هذه الأمور متعلقة بموافقة القوات المسلحة لإنها الجهة الوحيدة المعنية بإصدار قرار الحرب وأن إعلان الدستور المكمل يتعلق بسيطرة المجلس الأعلى على التأسيسية للدستور لأنه يعطي لنفسه حق الإعتراض على أي مادة يراها غير صالحة وهذا يخلق خلافات بين الرئيس والمجلس العسكري على الرغم أن معظم الصلاحيات أو المقترحات تعلن من جانب الحكومة مؤكدًا أن الدكتور محمد مرسى متفهم لهذه المسألة لعدم خلق صدامات أو مغامرة خلال الوقت الحالي لافتا أن الرئيس لديه فرصة ال100 يوم لإظهار قدرته وكفاءته والإعلان عن بداية مشروع النهضة التي وعد به الشعب المصري وإن لم يفي بما قال فإن مؤيديه لن يصروا على بقاءه . الدكتورة" درية شفيق" استاذة علوم سياسية جامعة حلوان تقول أن الدكتور محمد مرسي إذا لم يحصل على الصلاحيات الكاملة في إدارة شئون البلاد وإلغاء الإعلان الدستور المكمل فإنه لن يستمر في إدارتها حفاظًا على كرامته مشيرة إلى أن المجلس العسكري لم يعطيه الصلاحيات خوفا من محاسبته وفتح الملفات العسكرية التي لا نعرف عنها شئ في إدارتها وهذا يضمن بقائه في فرض سيطرته على حكم مصر. وأضافت أن الرئيس محمد مرسي على علم بما يدور من حوله وأن كثرة التظاهرات التي تظهر عند قصر الرئاسة تتم بفعل المجلس العسكري لإضعاف شأن "مرسي" أمام شعبه الذي تعهد له بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وللضغط عليه بعدم القدرة على إدارة شئون البلاد ليضطر إلى تقديم استقالته بطريقة شرعية وبإرادة شعبية، مضيفة أن الرئيس على وعي سياسي بأهمية عدم الصدام بينه وبين المجلس العسكري الإ إذا لم يتعاون العسكري معه وأعطاه صلاحيات ، لافتة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين على استعداد لمعاونة "مرسي" الذي يمثلهم في الصراع بينه وبين المجلس العسكري والضعط عليه لتنفيذ وعوده بإلغاء الإعلان الدستوري المكمل ، وحل البرلمان وإذا لم ينفذ لديهم القدرة على النزول للميدان والضغط عليه . وفي نفس السياق قال" حسن نافعة" أستاذ علوم سياسية أن الرئيس محمد مرسي لن يمتنع عن العمل كما فعل الرئيس التونسي مؤكدا أن الثورة التونسية على رغم نجاحها في وقت سريع لكنها لم تستقر وهذا عكس الثورة المصرىة التي نحجت بفوز المرشح الذي يمثل الجماعة معتبرا ذلك تحديًا كبيرا للأمة الإسلامية وللعرب وعن صلاحيات الرئيس أكد أن الصلاحيات التي أنتزعها المجلس العسكري من خلال إعلانه الدستوري لن يستمر به الوقت طويلا مشيرا أن الأوضاع ستستقر قريبا من خلال عودة البرلمان وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل مؤكدا أن الدكتور "مرسي" لن يسعى إلى الصدام بينه وبين المجلس العسكري في هذه الفترة العصبية التي تمر بها البلاد لأن من أولى مهامه هو إستقرار الأوضاع واسقرار علاقته بالمجلس العسكري بصفة خاصة . ومن جانب آخر أكد محمد إبراهيم عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب الحرية والعدالة أن الدكتور "مرسي" لن يضرب عن العمل أو يستقيل لسبب بسيط وهو أن الشعب يقف بجواره ووراء ظهره ليس الإخوان فقط ولا الإسلاميون ولكن أغلبية الشعب الرافضة للحكم العسكري.