رأى عاموس هارئيل ، المحلل العسكري الصهيوني ، أن الاحتجاجت الواسعة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية ، من الجليل شمالا وحتى النقب جنوبا ، ضد جريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها الفتى المقدسي محمد أبو خضير، تمنع رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو ، من توسيع العدوان على قطاع غزة ، والرضوخ لدعوات اليمين المتطرف في حكومته باجتياح القطاع. وكتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، أن الحريق المشتعل لدى عرب إسرائيل يزود نتنياهو بتسويغ إضافي للحيلولة دون توسيع المعركة ضد حماس لقطاع غزة ، خلال هذه المرحلة ، برغم استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه النقب. وأشار هارئيل إلى أنه أطلق بالأمس أكثر من عشرين صاروخا وقذيفة هاون من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل ، قائلا "لكن في إسرائيل يميلون إلى تفهم إدعاءات قيادات حماس بأنها تعمل من أجل وقف إطلاق النار". وتابع المحلل أنه " تتعالى مجددا (في إسرائيل) مصطلحات مثل "مسافة الفرملة" في وقف إطلاق النار ، ويفسر رجال الاستخبارات مرة أخرى أن الهرمية في الجانب الفلسطيني معقدة أكثر مما هي عليه في الجانب الإسرائيلي". واعتبر أنه "ربما يكون التأخير بوقف إطلاق النار نابع من خلافات داخل حماس ، وبين القيادة السياسية والذراع العسكري في الحركة ، وعلى ما يبدو أن المسؤولة عن إطلاق الصواريخ بالأمس هي بالأساس فصائل صغيرة ، لا تنصاع لأحد، ولكن هذا لا يشكل عزاء لإسرائيل بالطبع". وعدد هارئيل أسبابا أخرى لامتناع نتنياهو عن تصعيد العدوان الإسرائيلي ضد غزة، رغم أنه تعرض لضغوط من أجل شن عملية عسكرية برية عشية عدوان "عمود السحاب" في يناير من العام 2012 ، "والفرق هو أنه لا يتعين على نتنياهو هذه المرة المنافسة في الانتخابات بعد شهرين"، إذ جرت الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل، في شهر كانون الثاني من العام 2013 وبعد شهرين من عدوان "عمود السحاب". وسبب ثالث يجعل نتنياهو يمتنع عن تصعيد العدوان "هو تخوفه من أن تحطيم حماس سيؤدي إلى حدوث فوضى على غرار الصومال أو العراق ويؤدي إلى أن تسيطر على القطاع تنظيمات مثل تنظيم 'الدولة الإسلامية ' ، داعش ، والقاعدة". وأضاف هارئيل أن السبب الرابع هو أن "إسرائيل ، ورغم أنها لا تقول ذلك بصوت مرتفع ، تفضل أن تبقى مع حماس في غزة : حماس ضعيفة ،مرتدعة ، ولكن حماس قادرة على السيطرة وكبح الفصائل الأخرى". وسبب خامس يجعل نتنياهو يمتنع عن تصعيد العدوان، وفقا لهارئيل، هو موعد انتهاء المفاوضات بين الدول العظمى وإيران حول البرنامج النووي للأخيرة في 20 يوليو تموز الحالي. ورغم أنه ليس واضحا كيف ستنتهي هذه المحادثات، لكن "يتعين على نتنياهو أن يستعد لحملة سياسية بهذا الخصوص. وليس غريبا أنه لا يسعى حاليا للدخول إلى قطاع غزة وحل مشكلة الصواريخ مرة واحدة وإلى الأبد، مثلما يطالبه بذلك الوزيران ليبرمان وبينيت".