مركز التكعيبة هو مركز مستقل يؤمن بنشر الفنون والثقافة داخل المجتمع بشكل عام، ومنطقة شبرا الخيمة بشكل خاص، حيث أنها تعاني الحرمان والتهميش الفني والثقافي، ويستهدف الأطفال والشباب البعيدين نسبياً عن المجال الفني والثقافي، أو المبتدئين ممن لديهم الشغف بالتعلم. يهدف المركز الإرتقاء بالأفراد الذين لم تتح لهم الفرصة للمشاركة في الأطر الفنية والثقافية داخل المناطق المهمشة والمحرومة، وفتح آفاق جديدة للإبداع، وخلق جيل جديد يساهم في بناء قاعدة جماهرية جديدة للوسط الإبداعي والتنموي. إلى جانب دعم الساحة الفنية بجيل جديد من الفنانين والمثقفين، وتنمية المهارات في العديد من أنواع الفنون لبعض الأعمار من الجنسين في مناطق خارج دائرة الفنانين والمثقفين. ومحاولة نشر النشاط الفنى والثقافي داخل منطقة شبرا الخيمة لدى الشباب من الجنسين والأطفال، ونقل الأنشطة إلى الشارع، والتركيز على الأنشطة التفاعلية في منطقة شبرا الخيمة. بدأت فكرة مركز التكعيبة بفكرة بسيطة في ذهن فنان شاب "أحمد حسن - مؤسس المركز"، حين علم أن حارس الأمن "عم ربيع" - والبالغ من العمر سبع وخمسون عاماً، والذي يعمل في مسرح روابط للفنون الأدائية "التابع للتاون هاوس جاليري"، حيث كان "حسن" يعمل مسئول تذاكر بالمسرح - يريد إلقاء الشعر من تأليفه أمام الجمهور، ولكنه لا يستطيع لعدة أسباب؛ أهمها: كونه حارس أمن، ورجل كبير في السن، وغير معروف في وسط الشعراء، كما أنه لا يمتلك خبرة وجرأة مواجهة الجمهور. فبدأت الفكرة تسيطر على عقل "أحمد حسن" بأنه يريد فتح المجال للفنانين المغمورين ليقوموا بعرض أعمالهم أمام الجمهور، ثم تبلورت الفكرة واتضحت أكثر، ليصبح الهدف إتاحة فرصة للراغبين بعرض مواهبهم وتقديمهم إلى الوسط الفني والثقافي، ومن ثم سيؤدي ذلك إلى توسيع دائرة الجمهور؛ ليخرج من دائرة الجمهور المعتاد إلى جمهور جديد. ونتج عنه يوم "يلا شعر" الأول، حيث قام الفنان الشاب بتأجير مسرح روابط، وقام بإعلان دعوة مفتوحة لكل هواة الشعر - شرط أن يكونوا غير معروفين ولا محترفين - في حفل ينظمه هو تحت اسم "كيان مستقل جديد". وكان عليه أولاً اختيار اسم للكيان حتى يستطيع عمل الاحتفالية الأولي، فخطرت في ذهنه جملة "تحب كل اللي عايزه يكون بجد"، وعند إختيار أول حرف في كل كلمة في الجملة تكونت كلمة "تكعايب"، وحيث أنه كان يجلس على مقهى شهير بوسط البلد تحت اسم "التكعيبة"، وجد بالإيحاء تشابهًا بين ما جاء في ذهنه من فكرة وبين أسم القهوة، فقام بتسمية الكيان "مركز التكعيبة" كعلامة تواجدت في نفس وقت فكرته. وتم عمل الإحتفالية الأولى ليوم "يلا شعر" بحضور ضيف الشرف "عم ربيع حارس الأمن بمسرح روابط". وكان نجاح الإحتفالية بحضور العديد من هواة الشعر الفصحى والعامي هو أول خطوة لبدء مشوار تنموي فني وثقافي من خلال المركز، ثم توالت فاعليات المركز، ولمدة أربع سنوات، من إقامة ورش العمل لتدريب الشباب بدون مقابل مادي حتى قيام ثورة يناير، وانتقال المركز للعمل في منطقة شبرا الخيمة، وهي إحدى المناطق المحرمة والمهمشة فنيا ثقافيا، بعد حصول المركز على منحة "عبارة"، وهو أحد البرامج التابعة لمؤسسة المورد الثقافي.