"رحلة شاقة، وقد ضلت عني راحتي، أسير الآن بلا وجهة أو توجيه تطاردني أشباحي تنزع عني وجهي - تلقيني في ذلك النفق المظلم تتساقط الأمطار على كتفي أجد نفسي محبوسا بين تلك الجدران..لم يعد لي شئ غير تلك النافذة المكسورة أقف وحدي خلفها مغبرا بالذكريات أتساقط على قدمي من طول الانتظار لم يعد يؤلمني غير وحشة الوحدة وحسرة اللقاء الذي لم يتم.. " هكذا بدأت كلمات الراحل محمد رمضان في فيلمه "حواس " الذي عرض اليوم الاربعاء في مركز سينما الحضاره في دار الاوبرا المصريه لأول مره وأنفجر الحضور بالبكاء متأثرين بهذا المقطع الامر الذي دفع المنظمين لعرض الفيلم أكتر من مره . وفيلم "حواس"هو أحد الأعمال الفائزة بجوائز المهرجان القومي للسينما في دورته الأخيرة، وذكر أحد الحضور ان الفيلم كان من الممكن ان يحصل علي عدة جوائز اخري لكن محمد رمضان رحمه الله كان يقوم بتسويق الفيلم دون مساعده أي احد . ويدور الفيلم حول أحد الممرضات التي تعالج مريضا بالغيبوبة ويدعى يوسف، وتتوالى الأحداث حتى تعيش معه قصة حب من طرف واحد، ويموت يوسف في نهاية الفيلم وناقش من خلاله نظره المجتمع للمرأه، ويختتم رمضان فيلمه بإهداء إلى كل من مات. وحضر العرض عدد من زملاء المخرج الراحل، وأصدقائه، وتلامذته بالمعهد العالي للسينما، ووسط حاله من الحزن قام أصدقاء المخرج الراحل محمد رمضان الذي لقي مصرعه في جبال سانت كاترين بعمل وقفه بالشموع لتأبين صديقهم وقام المشاركون فى الوقفة بتعليق بوستر حمل صورة رمضان وكتب عليه رمضان أيقونة خير وسط تجمع العشرات من أصدقائه فيما خيمت حالة من الحزن على المشاركين فى الوقفة. كما قام أصدقاؤه بتوزيع الصور علي الحضور والشموع والورود وبدأو وقفه صامته ثم بدأ هافال وهو الصديق المقرب لمحمد رمضان بالقاء كلمه وقال هافال" إن محمد لم يكن يسعى وراء نجومية الممثلين فى أختيار مشاريع تخرجه، بل كان يريدهم أبطالا حقيقيين لم يمثلوا من قبل وعاديين مثل/من يسيرون فى الشارع وكان دائما يدعو أصداقئه لعمل الخير وكان محب جدا لمساعده الفقراء وأسعادهم ويحكى صديق عمره عن حبه الشديد لجنسيته المصرية وفرحته بحصوله عليها عام 2011 بعد ثورة يناير" وقام الحضور جميعا بقراءه الفاتحه علي روح صديقهم محمد رمضان والدعاء له بالمغفره والرحمه بعد انتهاء الوقفه تحرك الحضور جميعا الي مركز سينما الحضاره لمشاهده عرض فيلم "حواس". والجدير بالذكر ان محمد رمضان تخرج فى معهد السينما قسم الإخراج عام 2010، وحمل مشروع تخرجه عنوان "حواس"، وتمتع وسط أصدقائه بسيرة طيبة، بل إنه كان دائما يبادر إلى أعمال الخير ورسم البسمة على وجوه الأطفال والمشردين والذين يعيشون فى مناطق عشوائية، وكثيرا ما شارك رمضان فى حملات توزيع البطاطين على الفقراء لكى تقيهم من شرور البرد، وتدفئتهم فى ليالى الشتاء.