أكد سفير ألمانيا لدى القاهرة ميشائيل بوك أن بلاده ليس لديها أية مشكلات مع أي رئيس مقبل ينتخبه الشعب المصري بطريقة ديمقراطية. وقال بوك في مؤتمر صحفي عقده اليوم ان السلطات المعنية بمكافحة الارهاب فى المانيا على تعاون وثيق مع كافة السلطات المشابهة فى دول العالم لمحاربة هذه الظاهرة بما فيها السلطات المصرية وهذا امر طيب للغاية وقال ردا على سؤال عن موقف المانيا من انتخاب وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا لمصر انه يوجد الكثير من الوظائف والمهن ومن بينها مهنة الضابط ..وليس لالمانيا اى مشكلة مع الرئيس المقبل لمصر واوضح السفير الالماني ان صعوبة المرحلة الانتقالية و الاوضاع في مصر سوف تستمر لفترة قادمة وانه من المهم ان تحظى مصر بدعم دولي ومنه دعم الحكومة الالمانية التى يهمها تحقيق الاستقرار فى مصر سواء كان علي المدي القصير والذى يتحقق عن طريق القضاء علي الارهاب وتدوير عجلة الاقتصاد وقال ان الاستقرار علي المدي البعيد فانه يتم بادماج كل طوائف المجتمع المصرى وفئاته في العملية السياسية ؛ موضحا ان المانيا قلقه من عزوف الشباب عن العملية السياسة وانسحابه منها وقال ان هذا يشكل خطرا فى بلد يعيش جزء كبير فيه تحت خط الفقر ويسعون لمستقبل افضل. واضاف ان هذا هو الامر الذى يجب على المسئولين فى مصر الاهتمام به وان الحكومة الالمانية على استعداد لمساعدة الحكومة المصرية على تخطى هذه العقبة. وعن مشاركة المانيا في مراقبة الانتخابات الرئاسية في مصر اكد ان مراقبة الانتخابات مصطلح شديد التعقيد وكان لدينا مجموعة من الخبراء تابعوا الانتخابات السابقة دول الاتحاد الاوروبي عازمة علي متابعة هذه العملية بدقة شديدة بعد دعوتها من قبل الحكومة المصرية. وبخصوص دعوة الاتحاد الاوروبي مراراً لإشراك الاخوان في العملية السياسية رغم وصمها باعمال الارهاب فى مصر قال ميشائيل بوك انه عندما نتحدث عن ذلك لا نقصد عودة الاخوان الي السلطة او مواقع معينة ولكن نقصد اشراك الناخبين الذين ايدوا ودعموا الاخوان قبل عام وقادوهم الي السلطة ونحن نري ان مهمة اي حكومة هي الاهتمام بهم ودمجهم فى العملية خاصة انهم محبطون وليس لديهم امل فى مستقبل افضل وبالتالى نعتقد ان مهمة اى حكومة هى الاهتمام بهؤلاء وتحسين اوضاعهم .. واضاف قائلا اما عندما نقول ان الاخوان جماعة ارهابية وهذا ما تقوله الحكومة المصرية وانا كرجل دبلوماسي ولست عضو في اي جهاز استخباراتي وهناك خبراء يقيمون هذا الامر .. ففي الماضي سمعنا من الحكومة المصرية ان الاخوان لايعملون بالعنف و ليست جماعة ارهابية ..ولكن الان نسمع العكس ولذا اذا كان لدي الحكومة المصرية والاجهزة المعنية فيها اسباب لتصنيف الاخوان كجماعة اراهابية فانها لابد ان تقوم بمد الاجهزة المعنية لدينا بهذه الاسباب والمعلومات حتي تتضح الصورة لها ونحن ندين الارهاب بكل صورة. وأكد السفير الألماني بالقاهرة ميشائيل بوك ان بيان الاتحاد الأوروبي الأخير الذي اعترضت عليه مصر حاول ان يعطي تحليلا شاملا لكافة الجوانب في مصر ، لافتا الي انه هناك اختلاف في الرؤية المصرية مع رؤية دول الاتحاد لما يجري في مصر ، وقال انه عندما نتناول شئ نتناوله في إطار الحرية التي نتمتع به لاسيما اذا كانت تتعلق بحقوق الانسان منوها إلي ان حقوق الانسان لم تعد شئ داخلي يتعلق بالشئون الداخلية للدول ..ويمكن لمصر ان تنتقد اوتمتدح حقوق الانسان فى الدول الاخرى. وحول الوضع في مصر خلال الفترة الماضية قال بوك حدث كثير من الامور الطيبة في مصر وأخري سيئة ؛ لافتا الي انه من الاشياء الطيبة ان القيادة المصرية اوفت بوعودها فيما يتعلق بخارطة الطريق من خلال انتهاء اعمال الدستور والايتعداد للانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية وهي خطوات بالغة الاهمية لعودة الاستقرار في مصر. واوضح انه من الاشياء السيئة التي حدثت مؤخرا ارتفاع وتيرة الارهاب في مصر بشدة واستهداف افراد الشرطة وهذا غير مقبول بالمرة ايا كان دوافعه السياسية لافتا الي ان اجتماع المجلس الوزاري الاخير للاتحاد الاوروبي ادان بشدة الارهاب الجاري في مصر ، لافتا الي ان مكافحة الارهاب واجب انساني لان الارهاب يهدد كيان الدولة والمجتمع والمهم ان تكون عملية المكافحة ناجحة. واشار الى انه سيكون هناك رد قريب علي زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لبرلين وسوف يقوم نظيره الالماني بزيارة القاهرة في وقت ليس ببعيد ، لافتا الي ان التعاون التنموي بين البلدين يسير بشكل طيب. وعما يتردد بشأن انتظار الحكومة الالمانية للانتخابات الرئاسية في مصر حتي تنشط التعاون الاقتصادي مع القاهرة قال بوك : لا تنتظر اي انتخابات حتي تقوم بتنشيط العلاقات الاقتصادية رغم ان الحكومة المصرية انتظرت بصورة زائدة عن الحد فى اجراءاتها ؛ لافتا الي ان المانيا من مصلحتها تحقيق التقدم والاستقرار فى مصري ؛ موضحا ان تدفق الاستثمارات الالمانية الخاصة الي مصر تأتى بقرار من المستثمرين انفسهم الذين يقررون ذلك ونقوم بمساعدتهم ؛ موضحا ان الامن وغياب الفساد وتبسيط الاجراءات هي العوامل التي تشجع المستثمرين علي القدوم الي مصر وفق ما ذكر هؤلاء المستثمرين . وبالنسبة لتأثر موقف المانيا ازاء مصر بالموقف الامريكي او التركي اوضح ان الحكومة الالمانية مستقلة وتقيم الامور بصورة بعيدة عن الضغوط ومواقف الدول الاخري . وحول الاخبار التي اشارت الي عقد اجتماع حضره ممثلون المان في تركيا بشأن الاوضاع في مصر قال السفير الالماني بالقاهرة :" هذه الانباء عارية عن الصحة وليس لها اي سند من الواقع ومثل هذه الانباء تغضبنا بشدة ليس فقط لانها خاطئة ولكونه تتعمد نشر اكاذيب في منتهي الخطورة عن طريق اللعب بنظرية المؤامرة التي يحب البعض أن يستمع إليها واصفا إياها بالسم القاتل الذي يصعد من خطاب الكراهية ضد الدول الصديقة ويعرقل جهودها في مساعدة مصر. من جهة اخرى ان هناك ازمة حقيقية في مصر تتعلق باستهداف كل ما هو اجنبي والصحافة الاجنبية في مصر ؛ لافتا الي انه بالرغم من ذلك هناك اتصالات مستمرة مع الحكومة المصرية لتنشيط السياحة الالمانية الي مصر التي لا ترضي طموحاتنا حتي الان وهذا يرجع الي ما يلاقيه الاجانب في مصر . و حول طلب مصر معدات لوجيستيه عسكرية من المانية لمراقبة الحدود قال بوك ان مصر لها حدود مع منطقة ليست لها كيان او دولة معتبرة واعتقد ان مكافحة الارهاب في هذه المنطقة هي مهمه كبيرة أما فيما يتعلق بكيفية مساعدة مصر فيما يتعلق بمراقبة الحدود فالاتصالات بشأن هذا الامر لا تتم عبر السفارة الألمانية في الوقت الحالي وانما عبر الوزارات المعنية فى الدولتين، . واوضح أن مسألة عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب يواجه بكثير من المشاكل لاختلاف تعريفات الارهاب فما هو ارهابي في مكان قد يكون جهادي في مكان أخر لافتا الي ان مكافحة الارهاب تحتاج دقة شديدة ضاربا مثال بمنطقة شمال سيناء قائلا:" هذه المنطقة بها مواطنون مصريون ليسوا بارهابيين وهو ما يجعل الجيش المصري في مهمة صعبة للغاية حتي ينجح في مكافحة الارهاب دون استهداف الابرياء فتزداد مشاعر الكراهية ضد الاجهزة الامنية ". وحول تأخر إنجاز صفقة الغواصتين الألمانيتين مع مصر قال بوك ان مسائل التسليح لا يمكن ان نعلن عنها في وسائل الاعلام فهو شئ يتم في منتهي السرية وعندما تتخذ الحكومة الالمانية قرارا فانها تتخذه بعد دراسة عميقة وتلتزم به في النهاية لكن حتي الان ليس هناك جديد في هذا الشأن . وردا علي سؤال حول تزايد تواجد التيار السلفي من اصول تركية وغيرها في المانيا قال بوك : نحن لدينا حرية العقيدة مكفولة ومطلقة والدين الاسلامي ليس استثناءا من هذا الامر بكل طوائفه ومذاهبه ولكن تنتهي هذه الحرية عندما يظن هؤلاء انه يمكن المساس بالاستقرار الالماني والوصول الي غرض ما بالعنف وهنا تتحرك الدولة وتواجهه بكل حزم .