"اتهموا ابني بإتلاف عربيتين شرطة، وإصابة مجند وتعطيل الطريق، والإخلال بالأمن العام، وحكموا عليه بسنتين سجن وغرامة 50 ألف جنيه..عشان سأل ظابط: هو فيه ايه؟"، بهذه الكلمات عبر والد الشاعر السكندري (عمر حاذق) عن استنكاره للحكم الصادر ضد ولده بمقتضى قانون التظاهر، لمجرد مشاركته في وقفة تضامنية مع قضية خالد سعيد. وأضاف والد المتهم خلال المؤتمر الذي نظمته جبهة الدفاع عن الحقوق والحريات بالإسكندرية مساء الخميس، للتضامن مع الناشط السياسي والشاعر عمر حاذق، أن عمر تم القبض عليه في 2 ديسمبر الماضي بالتزامن مع نظر جلسة قضية خالد سعيد من أمام محكمة المنشية، بعد أن قام الأمن بفض وقفة النشطاء بالقوة والقبض على بعضهم، موضحا أن ولده وجد أحد الأشخاص يتم الاعتداء عليه بالضرب والسحل حتى تم احتجازه بعربة الترحيلات، فذهب للضابط المسئول عن فض الوقفة وسأله: "هو عمل ايه وواخدينه على فين؟"، ويبدو أن الضابط تضايق من مجرد السؤال وأمر العساكر بالقبض على سائله في نفس اللحظة. وأكد والد الناشط والشاعر عمر حاذق، أن الاتهامات الموجهة لولده غير صحيحة بالمرة، قائلا: "وجهوا له تهم لا يمكن يعملها ولا حد شهد على كده وأنا عندي دليل, يتهموه بإتلاف عربيتين شرطة, وإصابة مجند وأنه عطل الطريق, وأخل بالأمن العام وغيرها, واتحكم عليه بسنتين سجن و50 ألف جنيه غرامة والتهم ليس هناك أي دليل عليها, والمحكمة مسيسة, فهو حكم سياسي الغرض منه تخويف الشباب". وقال المحامي الحقوقي إسلام عبد الخالق، أنه بالرغم من رفض كافة الحقوقيين لقانون التظاهر –سيء السمعة- فإن حتى آليات القبض على المتهمين جاءت بالمخالفة لهذا القانون حيث تم إلقاء القبض عليهم بشكل عشوائي بعيد عن مكان تنظيم الوقفة الأساسية، كما أن النيابة حققت مع عمر وبقية المتهمين بمقر مديرية الأمن بمخالفة صريحة للقانون، مضيفا أن النيابة العامة تعنتت كذلك حتى اصدرت بالأمس موعدا لأول جلسات الاستئناف على الحكم بعد مرور أكثر من شهر على اعتقال المتهمين رغم انه في القانون يتم تحديد موعد الاستئناف بعد 15 يوما فقط. وأكد أسامة حاذق (شقيق عمر) أنه في حالة خروجه من محبسه سيبدأ من جديد مشوار التضامن مع المقبوض عليهم قائلاً: "متأكد أنه الآن يفكر في غيره فأثناء زيارة والدي له شدد على وجود ظلم لشخصين آخرين معه داخل السجن". من جانبه، أشار الشاعر مسيرة صلاح الدين (صديق عمر) إلى يقينه بخروج حاذق وزملاءه لبراءتهم من التهم الموجهة لهم، موضحاً أن القضايا التي تحظى بتسليط الضوء إعلامياً ودعم عليها تجعل الموازين تختلف وهو ما حدث في السابق، خاصة ان هناك دعم من مثقفين وفنانين من داخل وخارج الإسكندرية مع عمر تحديدا لأنه معروف في الوسط الثقافي، وتظل المشكلة الأكبر في المعتقلين المغمورين الذين لا يلقوا درجة كبيرة من التضامن معهم. وحول القبض العشوائي، أشار محمد حافظ، محامي مركز المبادرة لحقوق الإنسان، أن عمر وإسلام المتهم معه في نفس القضية ليسوا الحالات الوحيدة التي تم اعتقالهم عشوائيا، وإنما تم إلقاء القبض على الطالب فادي العراني منذ 3 أسابيع بتهمة المشاركة في مسيرة لجماعة الإخوان وهو الاتهام العار تماما من الصحة، مؤكدا أنه تم القبض على فادي بشكل عشوائي من أسفل منزله بمنطقة المندرة بعد مرور المسيرة من المنطقة. جدير بالذكر أن الشاعر عمر حاذق يعمل بمكتبة الإسكندرية وقد شارك من قبل في عدد من الوقفات الاحتجاجية لعزل مدير المكتبة من منصبه بعد الثورة بعد معرفة علاقته بسوزان ثابت وأعضاء النظام السابق، وتسبب ذلك في صدور قرار بفضله عن العمل، إلا أن تكاتف زملائه وأجبروا الإدارة على عودته للعمل، كما عرف عنه كتابته لعدد من القصائد الوطنية والثورية، ومشاركته في عدد من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن رغم عدم انتمائه رسميا لأي حزب أو حركة.