«الثقافة الجماهيرية» تجامل الإسلاميين مرتين وتوقف عرض مسرحيتي «رحلة حنظلة المسيري» و« ديوان البقر» الإسلاميون يطاردون «الساقية» بسبب «مهرجان الرقص» ويحاكمون «منى برنس» بجامعة السويس ب «ازدراء الأديان» «المنيا» تغلق ستار عرض يتناول شخصية «السيسي».. وقوات الأمن تعتقل «عمر حاذق» بالإسكندرية لم يسلم المبدعون والمفكرون من الملاحقات سواء قبل 30 يونيو أو بعدها، حيث شهد العام الماضي عدة حوادث لمحاكمة الفكر والمفكرين والمبدعين من جانب الجماعات الدينية وعلى رأسها جماعة الإخوان كذلك من جانب الحكومة «المدنية» ورئيس مدني جاء خلفًا لحكم «الجماعة» ببيان من الفريق عبد الفتاح السيسي، وفي هذا التقرير نرصد أبرز 10 حالات لمنع أو مصادرة أو محاكمة أو تكفير للثقافة والمثقفين خلال السنة المنقضية. في فبراير الماضي، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على البلاغ المقدم من عضو «الاتحاد الدولي للمحامين في باريس» ممدوح نخلة، ومستشار الكنيسة و«رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان» نجيب جبرائيل، ضد الروائي يوسف زيدان، بتهمة ب«ازدراء الأديان»، ، مَثَلَ الروائي المعروف أمام «نيابة أمن الدولة العليا» للتحقيق في البلاغ. وكان صاحب رواية «عزازيل» صرح ذات مرة أن «ما يُلقّن للأطفال في مدارس الأحد، ويُحشى في أدمغة القاصرين ما هو إلا أوهام وضلالات تجعلهم في عزلة عن المجتمع»، مشيرًا إلى أنّ الاقتناع بهبوط الله لإنقاذ البشرية «معتقد أسطوري». وفي مارس، أعلن الكاتب والصحفي ماهر فرغلي، الذي قضى 13 عامًا داخل المعتقلات بسبب انتمائه إلى الجماعات الإسلامية، عن قيام شرطة «مطار القاهرة الدولي» بمصادرة جميع النسخ التي أرسلتها «دار الانتشار العربي» اللبنانية من كتاب «الخروج من بوابات الجحيم» بناءً على أوامر وزير الإعلام السابق محمد عبد المقصود، نظرًا لما يكشفه الكتاب من أسرار وراء العنف المتبادل بين النظام الاستبدادي في مصر والجماعات الدينية، وراصدًا المنهجية التي تَحكم قيادات الجماعة المسلحة. «الثقافة الجماهيرية» بدورها رضخت لحزب "الحرية والعدالة" مرتين؛ الأولى في أبريل الماضي في محافظة البحر الأحمر، حيث منعت أجهزة الأمن في مدينة سفاجا مسرحية «رحلة حنظلة المسيري» للمخرج محمد حلمي بحجة «عدم صلاحية المسرح أمنيًا»، قبيل ساعات من بدء العرض الذي ينتقد «الإخوان» وإداراتها للبلاد، علمًا أنّ المسرح يستقبل العروض منذ عام 2000 ويحتوي على خمسة منافذ للهروب. المرة الثانية في مايو، بعد أن اعتبرت جماعة الإخوان العرض المسرحي «ديوان البقر» للمخرج شنودة فتحي والذي عرض على مسرح ثقافة الغردقة، انتقادًا غير مقبول لمحمد مرسي رئيس الجمهورية حينذاك، فطلب مسئولو قصور الثقافة من أجهزة الأمن إرسال قوة أمنية لحماية منشآت قصر الغردقة ووقف العرض، ليتم بعدها نقل المسرحية من الغردقة إلى سفاجا، في محاولة ل«تفادي الصدام وتجنبًا للمشاكل» على حد قول رئيس الهيئة سعد عبد الرحمن، الذي برر غضب الإسلامين من العرض بسبب «إن المخرج وبعض المشاركين في العرض مسيحيون». السلفيون في أبريل الماضي وقفوا ضد «ساقية الصاوي»، على الرغم من أنّ مالكها ومديرها هو محمد الصاوي أحد المقربين من «الإخوان»؛ ورأى المتحدث الرسمي باسم الجبهة السلفية خالد سعيد في مهرجان الرقص بالساقية «فحشاً يخالف تعاليم الإسلام، ولا يرضى عنه الله ورسوله». الشهر نفسه، شهد معركة بين الطلاب الإسلاميين بجامعة السويس وأستاذ الأدب الإنجليزي منى برنس، التي اتهمت ب«الاستهزاء وزدراء الإسلام» خلال محاضراتها. لتطور الأزمة فيما بعد وتصل حد وقف «برنس» عن التدريس بالجامعة بعد إحالتها للتحقيق، القرار الذي تم إلغاؤه بعد عزل مرسي. وقبيل اندلاع احتجاجات يونيو، أعلن الشيخ علي عبد الباقي الأمين العام ل«مجمع البحوث الإسلامية» رفضه كتبًا عدة للمفكر حسن حنفي، متهمًا محتواها ب«التطاول على الإسلام ومخالفته»، ومؤلفها بإنكار وجود الله وحقيقة القرآن، فيما رفض حينها صاحب كتاب « من النقل إلى العقل» التعليق على موقف المجمع الإسلامي، مكتفيًا بقوله «لم أر أو أبلغ بقرار مجمع البحوث الإسلامية». الأمر لم يكن أفضل حالًا بعد الإطاحة بحكم «الجماعة» وعزل مرسي، ففي أكتوبر صرح المخرج جون ميلاد، أن محافظ المنيا أمر بإغلاق الستارة أثناء عرض «ياكل ويشرب وينشز» علي مسرح ديوان المحافظة، أثناء فعاليات مهرجان الفن بصمة للفرق المستقلة، بعد مرور 20 دقيقة من العرض الذي ينتقد أداء السلطات معتبرًا أن حسني مبارك ومحمد مرسي وعبد الفتاح السيسي «أداءً واحدًا لا فرق فيه» حد جملة حوارية على لسان إحدى شخصيات العمل، فيما تجاهلت الصحف المصرية خبر وقف العرض، مكتفية بتغطية بقية عروض المهرجان. وفي مطلع الشهر الماضي «ديسمبر»، اعتقلت قوات الأمن الشاعر عمر حاذق والمسئول الثقافي بمكتبة الإسكندرية، خلال مشاركته بوقفة احتجاجية ضد قتلة خالد سعيد، ووجهت إليه تهمة التظاهر بدون ترخيص. وأكدت نقابة العاملين بمكتبة الإسكندرية، أن الجهات المسئولة عن اعتقال «حاذق»، الفائز بالجائزة الأولى في الشعر من إيطاليا، عليها أن تتذكر أن ثورة يناير قامت على الظلم والاستبداد والبغي، مؤكدة مواصلة الكفاح في سبيل تحقيق كافة مطالب الثوار. ومؤخرًا، وفي «ديسمبر» أيضًا، أجلت محكمة جنايات بنى سويف تأجيل نظر قضية كرم صابر، عضو اتحاد الكتاب، المتهم بازدراء الأديان فى مجموعته القصصية "أين الله" الصادرة منذ عامين، وذلك إلى 28 يناير الجاري، لحين ورود تقرير هيئة العلماء مع استمرار إخلاء سبيل «المتهم»، بعدما تم الحكم على صابر من قبل بالسجن 5 سنوات بتهمة ازدراء الأديان من خلال كتاباته الإبداعية.